أي صورة تريدون أن ترسموها للبحرين ولأنفسكم عندما تحاولون قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض؟. إنسان كل جريمته أنه ينتمي إلى جريدة تقوم دوما بكشف خطط ونوايا خفافيش الظلام الساعين إلى خراب الوطن، هل تأمرون بقتله هكذا بسهولة ودون تفكير في حرام أو حلال؟ اي دين وأي أخلاق تحرككم؟ أي فاقد للضمير والإنسانية شحن نفوسكم بالغل وملأ عقولكم بكره الوطن؟ من ذلك المعلم الذي أجاز لكم قتل النفس البشرية وآثر العمل في الظلام بعد أن انكشف أمره ولم يعد له مكان بين الذين يعملون في وضح النهار؟ أي جهاد هذا الذي تمارسونه في شهر العبادة والتقرب إلى الله؟
الناس يستعدون لصلاة الفجر، وأنتم تستعدون لإزهاق روح إنسان بلا ذنب!! أي منفعة تجنونها من حقدكم الأسود؟ لا والله.. ليست هذه هي البحرين التي تربينا فيها وتعلمنا فيها التسامح واحتضان الغريب.
ماذا يريد كبار الكهنة من شباب كهؤلاء ان يفعلوا بعد أن سمموا الوطن وقتلوه في داخلهم؟ على من جعلتم هؤلاء الشباب يحملون السلاح؟ لقد جعلتموهم يحملون السلاح على حرية الكلمة..
تريدون أن تخيطوا شفاه غيركم رغم أن شفاهكم مفتوحة على مصراعيها ليل نهار، تريدون أن تكتموا حناجر غيركم، وحناجركم تجلجل في أركان الوطن وخارجه!
ماذا تقولون الآن؟ هل هذا هو جزاء إطلاق حرية الكلمة للجميع؟ هل هذا هو جزاء الانتخابات الحرة وإفساح المجال للجميع أن يمارس السياسة في وضح النهار؟ لماذا قررتم العودة إلى الظلام؟ العودة للظلام معناها الإفلاس ومعناها أن جو الإصلاح الذي تعيش فيه البحرين منذ سنوات لا يناسب أهدافكم لأنكم تستمدون بقاءكم من الأجواء المسمومة وانتشار الحقد والضغينة.
الديمقراطية والانفراج السياسي الذي تعيشه البحرين شيء يحطم أحلامكم لأنه يجردكم من كل الذرائع التي تتذرعون بها من أجل نشر العنف والتمرد. أنتم لا تريدون للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك أن يكتمل، وكلما جنينا ثمرة من ثماره امتلأتم غلا وحقدا لأن اكتمال هذا المشروع يبعدكم تماما عن أحلامكم الكبرى، لأن هذه الأحلام تحتاج إلى بيئة أخرى لكي تتحقق. هذه الأحلام تعتمد على الفوضى والخراب الذي لن يكون بإذن الله.
إذا كنا جميعا نقول في العلن ونكتب على صفحات الصحف إننا ضد العنف والإرهاب وضد قتل النفس البشرية، فمن هذا المعلم البارع الرابض في مكمنه الذي يرسل من وقت لآخر بعض خفافيش الظلام ليقتلوا وليحرقوا؟
من هذا المعلم البارع الذي يرتدي مسوح الرهبان وقلبه قلب ثعبان؟ من صاحب هذه المسرحية الهزلية التي تكررت كثيرا عند كل عمل جبان يوجه ضد استقرار البلاد وأمنها؟ في كل مرة نرفض الإرهاب ونشجب العنف، وفي كل مرة نقف بشتى الوسائل لحماية من أجرموا في حق الوطن.. في كل مرة تكشر جمعيات حقوق الإنسان عن أنيابها وتعلن بأعلى صوت أن المتهمين تساء معاملتهم وأن الأحكام التي صدرت ضدهم مبالغ فيها.
وليس قتل الباكستاني الفقير ببعيد، حيث دافعنا دفاعا مريرا عن حقوق الإنسان القاتل ونسينا المقتول.
من هذا المعلم الذي يريد أن يذبح الوطن؟ من الذي يخترع لشباب البحرين كل يوم عدوا جديدا وينزع من نفوسهم كل معاني الخير والعطاء؟!