دم حتر في رقبة من؟

دم حتر في رقبة من؟

اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر في قلب عمان شيء مفزع جدا ويندى له الجبين حياء، ولا يجب السكوت عليه، والحمد لله أن الأزهر الشريف أدان هذه العملية الجبانة على اعتبار أن القتل أمر يقرره القاضي وتنفذه الأجهزة التنفيذية للدولة، وليس لكل جماعة تدعي المعرفة بالإسلام أن تحكم وتنفذ وتقرر من هو الكافر ومن هو المؤمن!
اغتيال إنسان بهذه الطريقة أمر مسيء ليس فقط للأردن وحدها ولكنه مسيء للإسلام وأهله لأنه يصور الإسلام بأنه ضد حرية الفكر ويصور المسلمين بأنهم قتلة!
حملة الكراهية التي مورست ضد الرجل كانت واضحة ومعروفة للأجهزة الأمنية الأردنية، ومن الأشياء التي تتوقعها هذه الأجهزة أن هذا الرجل في خطر في ظل وجود جماعات إرهابية تدعي الاسلام وتتجاوز سلطة الدولة وتفعل ما تشاء.
إن قتله أمر يثير الفتنة ويجر الأردن إلى أجواء هي في غنى عنها، خصوصا أن ملف الرجل كان أمام القضاء الأردني الذي كان سيحسم المسألة ويقرر إذا كان حتر قد أساء إلى الذات الإلهية وأثار النعرات الدينية كما قيل أم لا!
إذا ترك للناس والجماعات المتطرفة أمر التقرير والتكفير خارج إطار الدولة، فمعنى ذلك أننا أمام شريعة غاب جديدة.
كان لابد من حماية الرجل، ولكن للأسف لم يحدث هذا الأمر، وجاءت اللحظة التي قتل فيها الرجل وقضيته لا تزال منظورة أمام القضاء.
على كل مسلم أن يدين مثل هذه الجريمة، خصوصا أن الأزهر الشريف أدانها بأشد العبارات، فقتل بهذه الطريقة لا يفيد الإسلام.