رجال الشرطة الذين قتلوا بأيدي الإرهابيين هم بشر مسلمون، والمؤذن الذي قطعوا لسانه هو إنسان مسلم،والذين يعدمون ظلما في الأهواز مسلمون، وأطفال ونساء الغوطة مسلمون أيضا، والسوريون الذين ذبحهم حسن نصرالله وجنوده مسلمون، ولكن الشيخ علي سلمان لم يهتز قلبه ويتحرك لسانه إلا من أجل فاطمة البحرينية التي أبكتنا جميعا مأساتها.
عواطف ومشاعر علي سلمان كانت معطلة فترة طويلة سقط فيها من سقط من أبناء البحرين ومن أبناء سوريا وغيرهم من المظاليم على الكرة الأرضية، ولكن فجأة تحركت هذه المشاعر الإنسانية من أجل فاطمة،فلله الحمد والمنة لأن بعث الحياة في مشاعره النبيلة!.
سلمان وجنوده من الإنس، في البحرين، وفي خارجها، في حالة حرب دائمة مع الدولة البحرينية، من أجل تحقيق أحلام لن تتحقق إلا بزوال الدولة وتحويل أهلها إلى عبيد للمرشد الأعلى.
كل شيء قابل للتجارة والاستثمار لديهم حتى لحظات الأسى والحزن التي يعيشها الناس، ليس مشاطرة للناس في أحزانهم وإحساسا بالحزن الحقيقي من أجلهم، ولكن لإلقاء اللوم على شخص واحد هم يكرهونه كراهية تاريخية.
كل من لديه قلب ومشاعر إنسانية حزن على فاطمة وعلى غيرها ممن فقدوا حياتهم أو تشوهت وجوههم أو بترت أجزاء من أجسادهم ظلما، لأن جهاز الاحساس البشري هو لدى كل الناس جهاز لا إرادي، أما الشيخ سلمان وجنوده فجهاز الإحساس لديهم إرادي يجعلهم يحزنون وقتما يشاءون، وعلى الشخص أو المأساة التي يشاءون!.
سلمان يريد أن يحمل المسؤولية عن موت فاطمة لسمو رئيس الوزراء، فما هذا المنطق الخنفشاري الجديد؟
إذا كان سمو رئيس الوزراء مسؤولا عن خطأ أو سهو انتاب طبيبا يؤدي عمله، فهو مسؤول إذا عن منع لسانك ويديك من الكتابة أو الحديث بالباطل، ومسؤول أيضا عن لسان أحدكم عندما قال “اسحقوهم”.
يبدو أن الإفلاس قد بلغ مداه ولم تعد آلة التشويه تجد وقودا يدفعها إلى الأمام، فبدأوا في توظيف أشياء غير مناسبة من أجل إعادة تسخين مشاعر الناس التي بردت بعد أن فهم معظمهم حقيقة ما يجري لدينا ولدى غيرنا من الدول العربية.
فمتى يعود سلمان وجنوده إلى الحق وإلى الوطن، خاصة بعد أن أزيحت الغشاوة عن أعين الناس ورأوا كل الأشياء القبيحة دون أي رتوش؟.
لقد بات الصغير والكبير على دراية تامة أن مؤامرة كبرى أحيكت من أجل صهر البلدان العربية وإعادة تشكيلها من جديد بأيدي الطابور الخامس الذي نال من المال ومن الدعم ما يكفي لإنجاز المهمة.
البحرين لن تسقط يا شيخ سلمان لأن أهلها فهموا الحقيقة وفطنوا للفخ الذي نصب لهم، فلا تستسلموا للأحلام أكثر من ذلك واعلموا أن دموع التماسيح أصبحت شيئا مقززا.