الجميع في الوقت الحالي يقوم بكتابة التقارير والتحليلات ويدبج الجمل حول النار التي اشتعلت في العراق،فهناك من يقول إن داعش حركة إرهابية جاءت لخراب العراق وتغيير الأوضاع فيها، وهناك من يقول إن ما جرى في العراق هو صحوة كان لابد منها بعد الذي تعرضت له العراق من ظلم الاحتلال وظلم الحكم.
وسواء كانت داعش الإرهابية هي التي تدير دفة الأمور في العراق حاليا أو كانت صحوة العشائر العراقية هي المسؤولة عن ذلك، فلا فرق، فما جرى وما سيجري في العراق كان نتيجة حتمية للطائفية المقيتة التي مارستها حكومة المالكي ومن كان قبله والخراب الذي أوقعته بالعراق.
القصة بدأت بإيران والطائفية والطريق الذي رسمته للعراق لتصبح دولة تابعة لإيران لا تخطو خطوة إلا بموافقة الولي الفقيه ولا يأتي إلى الحكم فيها إلا من يحظى بموافقته، لكي تتحول العراق العربية إلى مجرد عمق استراتيجي للدولة الفارسية.
كل شيء دار منذ البداية بإرادة إيرانية وتواطؤ أميركي، فالفرق التي أعدمت العلماء السنة والشخصيات العراقية المهمة كانت فرقا إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني وكان قادتها إيرانيون دخلوا إلى العراق وحصلوا على أسماء عربية ونفذوا كل ما أرادوا على أرض العراق. التنسيق كان واضحا بين قوات الاحتلال وبين إيران، حيث كانت الأخيرة تستخدم نفوذها في محافظات معينة وبمعرفة الحكومة الطائفية العميلة لمنع أية مقاومة تواجه القوات الغازية، وفي المقابل يتخير الأميركيون أهدافا بعيدة عن هذه المحافظات يقومون بضربها.
كان الأميركيون بالاتفاق مع الحكومة الطائفية يقومون بضرب المحافظات السنية وإحداث أكبر كمية قتل ودمار فيها، ويتركون المحافظات الشيعية.
وكانت الحكومة الطائفية تعطي توجيهاتها لشخصيات شيعية معينة بسرعة الرحيل من هذه الأماكن أو تلك حيث إن موعد ضربها قد اقترب، إلى جانب إعطاء التوجيهات للعلماء الشيعة بضرورة التوجه إلى إيران حتى تنتهي الضربات في الأماكن القريبة منهم. كل هذا حدث وكل هذا يعرفه العراقيون، فالطائفية التي زرعتها إيران ورعاها المالكي لابد أن تثمر ثمارها المرة ولابد ان يحدث في العراق ما حدث سواء بأيدي داعش او بأيدي غيرها ولن تزيد الولايات المتحدة وإيران النار إلا اشتعالا.