“داعش وداعش وداعش”

“داعش وداعش وداعش”

نطالب المسؤولين في دول مجلس التعاون الخليجي أن يوضحوا لنا سر الضجة الحالية حول داعش والتحذيرات التي نتلقاها يوميا من الخطر الذي يدق أبوابنا.
هل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش” بات يشكل خطرا كبيرا على دول الخليج العربي كما يقال حاليا، أم أن هناك شيئا لا نعلمه؟
الكل يحذر حاليا من قدوم هذا الوحش الأسطوري الذي ينمو مثل البكتيريا إلى بلاد النفط لكي ينشر فيها الخراب والدمار، فحتى حسن نصر الله زعيم حزب الله يحذر أهل الخليج من قدوم داعش إلى أراضيهم!
وهل داعش هذه نسخة جديدة من أدوات المؤامرة الكبرى التي أحيكت ضد العرب، أم أنها جماعة
نشأت من تلقاء نفسها؟
وإذا كانت داعش قد قامت بما قامت به في سوريا والعراق ثم أعلنت وجودها في غيرهما من الدول مثل ليبيا ومصر والأردن، فمن الذي يمولها ويجعلها تشكل كل هذا التهديد وتتقدم بهذه السرعة الرهيبة وتجعل الجيش العراقي يفر أمامها وهو الجيش النظامي المسلح؟
الكل يخوف الكل ويحذر الكل من خطر داعش، فمن إذا المسؤول عن تخليقها وتكاثرها واستخدامها كرأس ذئب طائر يؤدب به كل دولة مرة؟
قولوا لنا هل صحيح أن داعش هي الجناح الثاني الذي سيكمل المؤامرة ويشعل الخليج نارا، حيث الجناح الأول هو الطائفية وأعضاء الطابور الخامس الموجودون بين ظهرانينا من سنين والذين جرى تسخينهم وإعدادهم خلال السنوات الماضية للحظة قد أعد لها جيدا من قبل اعداء الأمة وعملائهم الذين يتولون تمويل عمليات التخريب؟
وبمعنى آخر هل أتوا بداعش إلى هنا ليبدأوا الحرب الطائفية في الخليج بين السنة والشيعة ويدخلوا الخليج كله في مفرمة التغيير التي ستقضي عليه نهائيا وتوزع خيراته على الطامعين القريبين منهم والبعيدين؟
كل هذا وارد في ظل ما رأيناه ولا نزال نراه يوميا من غليان وقتل وحرق في بقية الدول العربية، فهل نحن جاهزون فعلا في الخليج العربي لمواجهة الإرهاب القادم؟
وبغض النظر عن الاستعدادات العسكرية والأمنية التي تحدثت عنها الشقيقة الكبرى، المملكة العربية السعودية، هل فطنت شعوب الخليج للمؤامرة والخطر القادم، أم انها ستبتلع الطعم الذي ابتلعه غيرها من الشعوب العربية الشقيقة ثم ندمت أشد الندم وأيقنت أنها تعرضت لعملية خداع كبيرة.
الحكومات وحدها والقوات العسكرية متمثلة في قوات درع الجزيرة وحدها لن تحارب الإرهاب ولكن لابد أن تنهض شعوب الخليج من غفوتها وتواجه هذا الخطر بكل الوسائل الممكنة.