داعش والبعد الطائفي في الصراع السوري

داعش والبعد الطائفي في الصراع السوري

بثينه خليفه قاسم

22 مارس 2019

 

داعش والبعد الطائفي في الصراع السوري.

 

هل أدى تدخل حزب الله العلني في الصراع السوري إلى إعطاء هذا الصراع بعدا طائفيا وبالتالي ساعد في عملية تجنيد الشباب في داعش ؟الإجابة على هذا السؤال الهام جاءت خلال ندوة أقيمت بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية كان لي شرف المشاركة فيها والاستفادة مما طرحة مجموعة من الباحثين والمختصين في مجال الجماعات الارهابية .

 

التطرف والإرهاب له أسباب عديدة يعرفها الباحثون والمختصون في شئون الجماعات الارهابية وأشكالها التنظيمية وتكتيكاتها وايدولوجياتها وأساليبها في تجنيد الشباب.فأحيانا يقول الباحثون أن البيئات الاجتماعية الفقيرة وعدم الحصول على قدر كبير من التعليم من بين أسباب انخراط الشباب في الجماعات الارهابية ،ولكن على الرغم من تعدد الأسباب وعدم انطباقها على كل الحالات ،فهناك دائما دافع أو حادث معين يكون من شأنه دفع هذا الشاب المؤهل فكريا إلى أن يخطو خطوته الاولى في مجال الانضمام لداعش أو لغير داعش.

 

ولقد كان من حسن حظي أن حضرت الندوة التي أقامها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية واستمعت لبعض الباحثين المتبحرين في شئون الجماعات الارهابية ممن أضافوا بشكل سخي إلى معلوماتنا عن الجماعات الارهابية وبخاصة تنظيم داعش .

 

وكان من بين الشخصيات التي أفادتنا خلال هذه الندوة الهامة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن خالد بن سعود الكبير ،مدير إدارة البحوث في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ،وكذلك السيد محمد السبيعي ،رئيس مجلس إدارة مركز ايثار للدراسات والبحوث ،وايضا الباحث اميل الحكيم الباحث في أمن الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

 

كانت الندوة غاية في الأهمية لكل الباحثين والاعلاميين والمهتمين بالجماعات الإرهابية ،وكان من بين الحقائق الهامة التي تم تناولها أن الشباب السعوديين الذين انضموا لتنظيم داعش الارهابي ليسوا كما يتخيل البعض مختلين عقليا أو غير حاصلين على تعليم كاف أو أنهم من أوساط اجتماعية فقيرة مثلا ،ولكنهم على العكس كانوا الأكثر تعليما بين الشباب المنضوين تحت هذا التنظيم ولكنهم اقتنعوا بفكرة معينة واعتقدوا أن ما يقوم به تنظيم داعش هو الجهاد الذي أمر به القرآن الكريم.

 

غير أن الدافع المباشر أو الحادث الذي دفع هؤلاء الشباب إلى الانضمام إلى هذا التنظيم في التوقيت الذي انضموا اليه فيه كما تفضل سمو الأمير عبد الله بن خالد  فهو دخول حزب الله اللبناني العلني في الصراع السوري الذي أعطى هذا الصراع بعدا طائفيا .

 

ولم تكن هذه هي المعلومة الوحيدة التي استفدناها من تلك الندوة ،ولكن كان هناك الكثير والمفيد في هذا الشأن  وقد أشار سمو الأمير عبد الله ضمن كلمته إلى تجربة غاية في النجاح والأهمية وهي تجربة المملكة العربية السعودية في مجال المراجعة الفكرية والحوار مع الشباب العائدين من مناطق الصراع والعمل على تصحيح معتقداتهم وتخليصهم من الفكر الارهابي ،وهي التجربة التي أثنت عليها الأمم المتحدة وطالبت بتعميمها .