نتمنى أن يكون فشل جمعية الوفاق في نصب فخ لوزير الصحة نهاية المطاف في سلسلة محاولات الانتقام المتكررة ضد أشخاص بعينهم دونما سبب وجيه يستدعي إنفاق كل هذا الوقت في حياكة الحجج الواهية التي لا تخدم مصلحة أي طرف في هذا البلد. وأنا لا أدافع عن أي أحد ولكني أقولها بكل صراحة أن تكرار محاولات الإيقاع بوزير أو بآخر دون أهمية كبيرة لذلك تضييع لوقت المجلس النيابي وإهدار لمصالح الناخبين، الذي أعطوا أصواتهم لهذه الكتلة أو تلك.
قولوا لنا بالله عليكم: ألم تنفق الصحف البحرينية من وقتها ومساحتها على مدى أسابيع مضت ما كان يجب إستغلاله فيما يفيد، ثم تأتينا النتيجة في النهاية على طريقة “ تمخض الجبل فولد فأراً” بعد أن وقف الوزير صامداً واثقاً من تعامله بمهنية تامة مع الإستجواب وأثبت أن “الوفاق” (أكبر كتلة منفردة داخل مجلس النواب) خالفت الدستور فيما قامت به وتدخلت في اختصاصات أصيلة للسلطة التنفيذية .
والله لقد ضحكتُ بمرارة بعد أن قرأت ما قاله النائب السلفي الشيخ جاسم السعيدي بعد انتهاء الاستجواب:”إننا نبدي أسفنا الشديد لتقديم كتلة الوفاق استجوابا هزيلاً كهذا الاستجواب الذي أحرجها وأحرج النواب معها”
ونحن نقول للسادة النواب: لكم الحق أن تعبروا عن حرجكم طالما أن الوضع قد انكشف بهذا الشكل وتبين أن روح الانتقام وتصفية الحسابات هي الأساس في تعامل أكبر كتلة لديكم مع قضايا الوطن.
خمس ساعات متواصلة قالت إحدى الصحف أن أعضاء الكتلة سيواجهون الوزير خلالها وكأن الأمر معركة حربية أو شيء يتصل بالإضرار بالمصلحة العليا للبلاد.
تصريحات ومسبوكات لغوية من نوعية: “ أن فريق الإستجواب على استعداد تام لإدارة المساءلة السياسية للوزير بكل حرفية ومهنية “، ووعود تجميليه بأن الإستجواب بعيدٌ عن الاستهداف الشخصي لشخص الوزير ، إلى آخر هذا الكلام الذي كان يعكس إحساساً مقدماً بالنصر لدى أصحابه. ولكن واأسفاه ، فقد تبخرت الحرفية وذابت المهنية أمام الحجج القوية للوزير . وكانت النتيجة خيبة أمل راكبة جمل!