خطوة جديدة على طريق تمكين الحمير!

خطوة جديدة على طريق تمكين الحمير!

قرأت في صحيفة بحرينية أنه يجرى في كل يوم جمعة سباق للحمير في منطقة بر سار، وهذا للحقيقة خبر سار جدا للحمير جميعا، ليس حمير البحرين وحدهم ولكن لكل حمير العالم، فهذا السباق يعتبر خطوة مهمة على طريق الإنصاف الحقيقي للحمير، خصوصا الحمير العربية، إلى جانب جهات أخرى ربما يسعدها أمر هذه المسابقة، خصوصا الرئيس باراك أوباما والحزب الديمقراطي الأميركي صاحب الارتباط القوي جدا بالحمير على مستوى العالم، وكذا حزب الحمير العراقي الذي تشكل قبل عدة أعوام في العراق الشقيق.
وأنا أقول إن هذه المسابقة البحرينية الوحيدة على مستوى العالم خطوة حقيقية على طريق إنصاف الحمير، حيث توجد سباقات لحيوانات وطيور أخرى كثيرة، ليس من بينها الحمير، فهناك سباق الهجن في بلاد الخليج العربي، وهناك مسابقة ملكة جمال المعيز، وهناك مصارعة الديوك ومصارعة الثيران وغير ذلك من السباقات والمسابقات.
صحيح أن الحمير لهم مكانهم في كتب الأدب، فتوفيق الحكيم كتب “حماري وعصاي والآخرون” وقال لي حماري، وغيرها من الكتابات، ولكن هذه الكتابات تستخدم الحمار من باب السخرية والتهكم،على اعتبار أن الحمار في ثقافتنا العربية رمز من رموز الغباء، على الرغم من أن الغباء موجود في كل الكائنات، خصوصا بني البشر، ولكنه الحقد الكامن لدى الكثيرين على ما يتمتع به الحمار من سمات.
الكتاب استخدموا الحمار ليس عن قناعة بقدراته وكفاحه على مر السنين، ولكنهم استخدموه من أجل الفكاهة وإدهاش القراء وإثارة الضحك، فلم تجد منهم من كتب عن قدرته على التحمل وصبره وإمكانياته الأخرى وكده الطويل، ولم يكتب أحد عن جماله مثل الحصان ولا عن رشاقته كالغزال، وحتى الذين وصفوا الحمار بالذكاء في بعض المواقف كان هدفهم الأصلي ليس مدح الحمار ولكن تحقير البشر الذين يكونون أحيانا أغبى من الحمار.
والدليل على أن هناك حقدا دفينا على الحمار هو أنه حتى عندما يحاول الحمار الارتقاء بنفسه والزواج من فرس لكي ينقل ذريته إلى طبقة أخرى لا يتحقق له الاحترام من قبل المجتمع البشري ولا تنال ذريته (البغال) سوى التهكم أيضا، فليس هناك مثلا من بني البشر من يسعده أن تصفه بالبغل الذي هو ثمرة زواج الحمار من الفرس (بفتح الفاء وفتح الراء حتى لا يظن أحد بنا السوء).
آن الأوان إذا لأن يتم إنصاف الحمير إنصافا حقيقيا، ويسعدنا أن نكون نحن البحرينيين أول من مارس هذا الإنصاف الحقيقي عن طريق هذه المسابقة وغيرها من الأنشطة.