حول الحادث الإرهابي

حول الحادث الإرهابي

حادث التفجير الذي وقع قبل أيام في البحرين عرفه العالم كله، ولا يجب أن يمر مرور الكرام.
نعم هو حادث محدود التأثير، فلم ينتج عنه قتلى أو إتلافات كبيرة بالممتلكات العامة أو الخاصة، ولكن ليس هذا هو ما يشغلنا.
الذي يقلقنا هو مجرد وقوع حادث تفجير في البلاد، صغر أم كبر، لأن هذا ناقوس خطر، ودليل على أن هناك من يخطط لهز استقرار البلاد، وتصوير البحرين على أنها غير مستقرة أمنيا وما ينتج عن ذلك من ضرب للاقتصاد البحريني، من خلال تدمير السياحة والاستثمار كموردين مهمين من موارد الدخل في البلاد.
ونحن نحمد الله الذي خيب سعي الخائنين الذين يبيعون وطنهم بثمن بخس، ولكننا في الوقت نفسه لابد أن ندق ناقوس الخطر، ولابد أن نتكاتف جميعا مع رجال الأمن من أجل التصدي للإرهاب اللعين.
لا يجب أبدا أن نقلل من شأن هذا الحادث، ولكن لابد من السعي لضرب بؤر الإرهاب ورعاته قبل أن نتفاجأ بأحداث أشد إيذاء ودمارا.
المهمة ليست يسيرة، فالإرهاب له رعاته وممولوه، ولابد ان تتكاتف جهات عديدة مع بعضها البعض للتصدي له.
فليست الأجهزة الأمنية وحدها هي القادرة على محاصرة خفافيش الظلام الذين فقدوا الدين والضمير وباعوا أنفسهم للشيطان.
ليس من مهامنا أن نقول للمسؤولين عن الأمن بأشكاله المختلفة كيف يكشفون أوكار الإرهاب ودروبه المظلمة، ولكننا لابد أن نعبر عن قلقنا تجاه هذه الجريمة.
وليس في إمكاننا أن نبين للبنوك والشركات المسؤولة عن التعاملات المالية والتحويلات كيف يراقبون التعاملات المالية المشبوهة، فهذا أمر يفهمه هؤلاء أكثر منا، ولكن مهمتنا هي أننا ندق نواقيس الخطر لكل من يهمه الأمر لكي يؤدي ما عليه لتجفيف منابع الإرهاب وتضييق الخناق على وكلائه وسماسرته.
بإمكاننا أن نبين أن الإرهابي لا يصنع بين يوم وليلة، ولكنه يشرب من الكراهية والحقد خلال سنوات ما يكفي لقتل انتمائه لبلده وتحويله إلى كائن متجرد من القيم الإنسانية، فيقوم بما يقوم به من قتل ودمار إما بإيعاز من جماعة في الداخل أو يتم استخدامه من قبل جهات خارجية تضمر الشر لبلده وتجد فيه سمات معينة تؤهله للقيام بهذه الجريمة لتحقيق أهداف سياسية، دون اعتبار لآدمية البشر وحرمة دمائهم.
وبما أن الإرهاب له جهات ترعاه وتموله، فإن مسؤولية التصدي إليه ليست مسؤولية الحكومة وحدها، ولكن مسؤولية المجتمع بأكمله، وما لم تكن الجهود جماعية وشاملة فلن يتسنى لمجتمع من المجتمعات أن ينجح في مقاومة هذا الخطر الداهم.
فمقاومة الإرهاب تبدأ من الأسرة والتنشئة وغرس معاني الوطنية في نفوس الأبناء، ثم بعد ذلك تأتي مسؤولية المدرسة والمناهج التعليمية التي تدرس للطلاب.

زبدة القول:
الإرهاب هو سلاح العاجزين الذي فقدوا الحجة في مواجهة خصومهم ولم يعد لديهم وسيلة شرعية لتحقيق أهدافهم، فيلجأون إلى القتل والتخريب وإحداث الاضطرابات وهز استقرار البلاد.
والإرهابي هو شخص معدوم الضمير وفاقد لكل المشاعر الإنسانية لأنه يعرف أن ما يفعله من تفجيرات وأعمال عنف ستقتل أبرياء وسيقتل أناس لا ذنب لهم في شيء.
الإرهابي لا يختلف عن الجاسوس، فكلاهما يخون بلده ويسعى في خرابها مع اختلاف الوسيلة.