حول “التجليات المخجلة” للحوار الوطني

حول “التجليات المخجلة” للحوار الوطني

هالنا جدًا ما نشر بالصحف عن قيام ممثل الجمعيات الست في الحوار، الذي يفترض أنه وطني، بالتهجم على نائب برلمانية بشكل يسيء للبحرين بأجمعها، خاصة وأن هذا الفعل، حسبما ورد في الأخبار قد وقع أثناء جلسة من جلسات الحوار وليس في الشارع أو في النادي، وحدث بسبب رأي أبدته النائب في قضية الوطن، وليس لأنها ضيقت عليه الطريق بسيارتها أو خاضت لا سمح الله في عرضه أو شرفه أو طالبت بشيء خارج على الدين والأخلاق.
إذا كان ما نشر بالصحف من تهجم واستخدام ألفاظ نابية داخل جلسة من جلسات الحوار صحيحا، فلا شك أن الأمل قد أصبح ضعيفا جدا في قدرتنا على الحوار من الأساس، لأن معنى ذلك أننا لا نعرف الفرق بين الحوار وبين الضرب بالنعال!
إذا كان الشخص – الذي اختارته الجمعيات الست لكي يمثلها في الحوار بهذه العصبية وبهذه اللغة المرفوضة التي دفعت الشورية دلال الزايد إلى الصراخ بعد ما سمعته من سباب موجه من (رجل) إلى امرأة قائلة: “ما في ريال يدافع عنها؟!!” – إذا كان بهذا الشكل فكيف تكون البقية الباقية من أعضاء هذه الجمعيات التي اختارته لهذه المهمة التاريخية التي يراد من ورائها إصلاح أحوال البلاد والعباد؟ أم إن السمات التي يتمتع بها ذلك الممثل وقدراته على إطلاق الصورايخ اللغوية ومفردات المولوتوف والنيل ممن يخالفونه الرأي هي المعيار لدى هذه الجمعيات الذي يتم على أساسه اختيار من يمثلها؟
المفترض أن من يمثل هذا العدد من الجمعيات بما فيها من شخصيات وأيديولوجيات متباينة أن يكون من النخبة وأن يكون على قدر من الحلم والقدرة على الاستماع والاستيعاب!
إذا كانت هذه هي النخبة، فلماذا اللوم على الشباب الذي يقوم بتفجير الاسطوانات والاعتداء بالمولوتوف على رجال الشرطة وحرق الممتلكات العامة والخاصة؟
إذا كان واحد ممن ينتمون للنخبة، أو هكذا يفترض، على استعداد أن يفتك بامرأة تعبر عن رأي سياسي، فكل شيء جائز حتى وضع القنابل والمتفجرات داخل قاعة الحوار نفسها لقتل المتحاورين.
وإذا كانت جلسة الحوار ستتحول إلى ساحة للسباب والصراخ، فكيف تكون ساحات التظاهر والعنف؟
هذه العصبية وهذه المفردات الصادمة لا تنم إلا عن نية مبيتة لقتل الحوار وتفويت الفرصة على آل خليفة في تهدئة البلاد وسد كل الذرائع وحماية البحرين من السقوط في العنف وانقاذها من مصائر غيرها من الدول.
“إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها”، هذا هو ما نقوله الآن أمام أصحاب النوايا السيئة الساعين إلى خراب البحرين والجلوس على تلتها.