حكاية الدينار المفقود

حكاية الدينار المفقود

بثينه خليفه قاسم 

١٠ اكتوبر ٢٠٢١

حكاية الدينار المفقود

في حياتنا اليومية الكثير من المواقف التي تبين أن الواحد منا قد يشقي نفسه ويعرضها للاكتئاب والضغط والمرض لأسباب او لأطماع يمكن الاستغناء عنها لأنها ببساطه لا تضيف إلى ما لديه او تصنع فرقا في الحال الذي هو عليه .

فالفرق بين ال ١٠٠٠ دينار وال ٩٩٩ دينار ليس شيئا مؤثرا ولا يكاد يصنع فرقا الا في العمليات الحسابية في البنوك أو غيرها من المؤسسات التي يعنيها مسألة ضبط الأرقام .

جاءتني هذه الخاطرة وأنا أستمع إلى انسانة عزيزة على نفسي تعمل في وظيفة مرموقة في مكان مرموق ولديها زوج وأولاد وحياة أسرية مستقرة ولكنها تشتكي مر الشكوى من تنكر زملائها لجهودها ومحاولاتهم الكثيرة لتهميشها وحرمانها من التقدير المعنوي الذي هو مهم جدا للإنسان في أي  عمل خاصة النساء.

فقلت لها أن المهم هو انك تجتهدين وتقومين بما في وسعك للارتقاء بعملك وخدمة مجتمعك، واتركي الباقي على الله، وحتما سيأتي اليوم الذي تحصلين فيه على التقدير الذي تريدين وانظري إلى النصف المملوء من الكوب وليس النصف الفارغ وهو أن لديك وظيفة جيدة وأسرة جميلة واعتبري أن معاناتك مع الزملاء هي جزء لابد منه من وظيفتك المرموقة التي تحبينها.

وتذكرت قصة طالما حكتها لي أمي كلما تلبدت سمائي بغيوم الإحباط تارة والانكسار تارة اخرى، وهي حكاية الرجل الذي وضعوا له على باب بيته صرة بها مبلغ من المال ومكتوبا عليها ألف دينار .

فلما فتحها الرجل وأحصى ما فيها وجد المبلغ ٩٩٩ دينارا فقط ،فظل يبحث ويسأل ويتضجر بسبب هذا الدينار المفقود .

وبدلا من أن يستمتع بال ٩٩٩ دينارا التي جاءته أشقى نفسها وعاش في توتر بسبب الدينار الناقص .

ما أحوجنا وما أحوجني في كثير من المواقف أن نسعى للاستمتاع بال ٩٩٩ دينار ونترك الدينار المفقود، لفاقدي العقل والأخلاق..