حقوق الإنسان.. وقتل الإنسان

حقوق الإنسان.. وقتل الإنسان

احتفل العالم أمس الاثنين باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو اليوم الذي تتبارى فيه الدول لتثبت للعالم أنها حققت الكثير والكثير في مجال حقوق الانسان وأنها أوفت بالمعايير التي حددها العالم أو حددتها الأمم المتحدة في مجال حماية هذه الحقوق.
وأقسم بالله الذي لا إله إلا هو أنني لست ضد حقوق الانسان التي أقرها الاسلام لأهله والتي أقرتها المسيحية لأهلها والتي أقرتها كافة الديانات السماوية وغير السماوية لمن يدينون بها، ولكنني أشعر بالضيق كل عام عندما أجد دولنا العربية بشكل خاص تبذل جهودا مضنية لتقنع كبار هذا العالم أنها قامت بكذا وكذا وكذا ومنحت كذا وكذا وألغت كذا وكذا لكي تصبح في مصاف الدول العريقة في احترام حقوق الانسان وكأنها تحاول أن تفلت من فخ نصب لها من قبل هؤلاء الكبار!
يرجع شعوري هذا الذي قد يراه البعض لونا من الجنون إلى حقيقة يعرفها الكثيرون وهي أن مصطلح حقوق الانسان الذي تم نحته في الغرب هو من المصطلحات التي يحق لنا أن نصفها بأنها كلمة حق يراد بها باطل،مثلها مثل “حق تقرير المصير” و”الحكم الذاتي” والكثير من المصطلحات البراقة التي اخترعها اللاعبون الكبار على الساحة الدولية لكي يبهروا بها الشعوب الفقيرة المعدومة ويمتلكون بها رقاب أهل الحكم في هذه الدول.
ولو تدبرنا الأمر بدقة لأدركنا أن الفقر المدقع والمرض والجهل الذي يصيب هذه الشعوب التي يتباكون على حقوقها هو بفعل الدول الكبيرة التي تطنطن ليل نهار بحقوق الانسان.
مصطلح حقوق الانسان هو مصطلح هلامي يستخدمه من يشاء ضد من يشاء دون حدود معروفة أو تعريفات محددة لهذه الحقوق، بل ودون اتفاق عالمي على قائمة محددة بهذه الحقوق؟
في عام 2000 حكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان أن ممارسة الشذوذ الجماعي ليس انتهاكا للقانون طالما تم برضا الأطراف جميعا، وأن تجريم هذا الفعل يعد انتهاكا لحقوق الإنسان واحترام حياته الشخصية،وطالبت المحكمة في هذا الحكم الذي صدر في 31 يوليو 2000 بتغيير القوانين الخاصة بعقوبات الاعتداءات الجنسية وممارسة الجنس الجماعي وإن كان شذوذا وإتاحة الجنس بشكل عام وإلغاء تحديد سن 18 عاما لممارسة الشذوذ أو الجنس الجماعي.
فهل من المقبول مثلا في الدول الإسلامية أن يصبح الشذوذ الجنسي من حقوق الانسان كما يحدث في الدول ذات الثقافات أو الأديان الأخرى؟
ولو بحثنا المسألة من زاوية أخرى لوجدنا أن الدول التي تقوم على تجويع وقتل الانسان (في غيرها من الدول طبعا) هي أكثر الدول حديثا عن حقوق الإنسان.
وكل عام وأنتم جميعا بخير بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.