بثينه خليفه قاسم
١٣ اغسطس ٢٠٢١
حقوق الإنسان والمثلية الجنسية
سنبقى، ويجب أن نبقى على خلاف مع القيم الغربية التي تعتبر رفض مجتمعاتنا للمثلية الجنسية مساسا بحقوق الإنسان لأن إصرار المنظمات الحقوقية الغربية والإعلام الغربي على انتقادنا في هذا الشأن هو استهتار غير مقبول بقيمنا الدينية التي هي قيم المجتمع كله وليس قيم الحكومات التي تحكمنا فقط .
اقول هذا الكلام تعليقا على مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية يوم الخميس الماضي ١٢ أغسطس وانتقدت فيه إحدى الدول العربية الشقيقة لكون هذه الدولة لا تسمح بالمثلية الجنسية وتجرم من يمارسها، واعتبرت الصحيفة أن هذا الموقف سمة من سمات الحكم السلطوي وعدم احترام حقوق الإنسان.
صحيح أن الصحيفة البريطانية استخدمت قضايا أخرى للتدليل على انتهاك حقوق الإنسان في هذه الدولة الشقيقة مثل قضية حقوق العمال الأجانب، ولكن عنوان المقال جاء مخصصا لقضية المثليين إلى جانب عرض الصحيفة لقصة شاب معين من هذه الدولة يحكي معاناته حول ميوله التي ترفضها الدولة.
هذا المقال لا يدل فقط على سوء الفهم للقيم الدينية والمجتمعية في بلاد العرب والمسلمين ولكن يدل أيضا على عدم احترام الغرب لقيمنا الدينية التي يتمسك بها المجتمع بنفس الدرجة التي تتمسك بها الحكومات .
لقد وجدت في المقال ذاته انتقاد لضرورة موافقة ولي الأمر على زواج المرأة، وهذا دليل اضافي على عدم احترام قيمنا الدينية من قبل الصحيفة ومن قبل غيرها من وسائل الإعلام والمنظمات الغربية .
اذا كان الغرب يقبل أن تحمل الصديقة من صديقها وتنجب منه دون أدنى رفض من المجتمع أو من القانون في هذا المجتمع، فنحن في الشرق لا نقبل ذلك، ونحن لا نلوم عليهم هذا السلوك فلماذا يلوموننا على تطبيق قواعدنا الدينية والمجتمعية.
هل يعتقد الغرب أنه القيم الموجودة لديه أرقى من قيم الشعوب الإسلامية؟ أين إذن حقوق الاختلاف التي يتباهى الغرب بها ليل نهار .
زبدة القول أن كثير ما يستخدمه الإعلام الغربي والمنظمات الغربية في وصف الحكومات العربية بالسلطوية هو أمر يخص المجتمعات بقدر ما يخص الحكومات .