صحيح أن زمن الحياء السياسي قد ولى وأصبحنا في زمن البجاحة السياسية، فهل رأيتم وسمعتم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وهو يتهم الدول العربية السنية بإذكاء الطائفية والعنف الطائفي وهز الاستقرار والسلم العالمي؟ فمن الذي يقول ومن الذي يسمع ومن الذي يتهم من؟.
تماما كما يفعل القادة الإسرائيليون عندما يظهرون على الشاشات دون حياء، وينسوا كل جرائمهم ضد الشعب الفلسطيني، ويتهمون الفلسطينيين بالإرهاب وبقتل الأبرياء!.
أين هي الأماكن بالضبط وأين هي الشعوب التي يتهم السيد ظريف الدول العربية بإذكاء الطائفية عندها؟ هل تقع هذه الأماكن في إيران أم في خارجها؟.
هل ذهبت الدول العربية أو حركت طابورا خامسا يتبعها في طهران أو أصفهان أو غيرها من المدن الايرانية ليقوم بهز استقرار إيران وإذكاء الطائفية بين مواطنيها؟ هل قامت الدول العربية بإمداد عرب الأحواز بالمال والسلاح لكي يواجهوا الظلم الواقع عليهم ليل نهار؟.
ربما يرى وزير الخارجية الإيراني أن الدول العربية هي التي دفعت الحوثي إلى هز استقرار اليمن وأمدته بالمال والسلاح وأشعلت حربا طائفية في المنطقة من أجل مصالحها وأطماعها التوسعية في المنطقة.
أو يرى أن الدول العربية هي التي كونت ميلشيا إرهابية وأطلقت عليها اسم “حزب الله” وجعلتها دولة داخل دولة في لبنان تحارب في أي اتجاه، أو تحارب من أجل أية غاية أو مصلحة يريدها المرشد الأعلى، حتى لو كانت هذه الحرب ضد الدولة اللبنانية التي تعيش هذه الميلشيا العميلة على أرضها!.
هل الدول العربية السنية هي التي أرسلت تلك الميلشيا الارهابية إلى سوريا لقتل نساء وأطفال سوريا المقهورين من قبل نظام موال لملالي إيران؟ أو شحنت السلاح والعتاد إلى سوريا لتساعد نظاما على ذبح شعبه؟.
هل يستطيع وزير خارجية إيران أن يخبرنا عن الدول العربية السنية التي تآمرت على البحرين وحركت عملاءها من حزب الله البحريني ليذهبوا إلى دوار اللؤلؤة حاملين أسلحة الغدر والخيانة سعيا لتحويل البحرين إلى بحار من الدم، ثم غضبت غضبا شديدا عندما رأت قوات درع الجزيرة تدخل إلى المنامة لتمنع انطلاق الحرب الطائفية الحقيرة؟.
وهل يستطيع أن يخبرنا عن أسماء الدول العربية السنية التي ساعدت الأميركيين على احتلال العراق وقتلت العلماء السنة هناك عن طريق فرق الإعدام التابعة لها وأدخلت الآلاف من رجال الاستخبارات ورجال الحرس الثوري العربي لكي يشرفوا بأنفسهم على عمليات التطهير الطائفي بأنفسهم؟ وهل يستطيع أن يخبرنا عن اسم الدولة العربية السنية التي حاولت اغتيال السفير السعودي في القاهرة؟.
طالما أنكم تجرأتم يا سيد ظريف واتهمتم الدول العربية السنية بإشعال الطائفية، فإننا لا نستبعد أن نراكم غدا تتهمون هذه الدول بقتل الرئيس ياسر عرفات أو بتمويل العمليات المستميتة لنشر التشيع في مصر!.
إن حديثكم للبي بي سي يا سيد ظريف هو الطائفية ذاتها وهو التحريض وهو الدعوة لخراب الدول العربية بسكب الزيت على النار وإعطاء غطاء أو تبرير لتحرك الطابور الخامس التابع لكم.