بثينه خليفه قاسم
10 أكتوبر 2020
حرب أكتوبر في الذكرى الـ٤٧
مر ٤٧ عاما على اليوم الذي اتحد فيه العرب وتحقق لهم النصر في لحظة تاريخية نادرة في التاريخ العربي الحديث. في ذلك اليوم الذي كان يوما عربيا بامتياز، انطلقت جحافل الجيش المصري العظيم لكي تغير التاريخ وتغير التوازنات التي كانت موجودة وتجعل العالم يفتح أذانه للعرب من جديد.
كان يوما فارقا وضروريا وكانت الحرب نفسها كانت ضرورية، ليس لأن الحرب ستحل المشكلة برمتها، فالحرب لا تحل المشاكل ولكنها قد تصنع وضعا جديدا يساعد على حل تلك المشاكل .
واليوم بعد ٤٧ عاما النهر جرت فيه مياه وتغيرت خرائط كثيرة وضاعت جيوش وتفككت دول وأصبحت الأمة تتلقى الطعنات من داخلها ودخلت الأمة العربية في حالة لم يسبق لها مثيل منذ سايكس بيكو،؟؟ولم تعد المشكلة مع إسرائيل وحدها ، فقد شجعت الحالة العربية الحالية إيران وتركيا على المزيد من العربدة والسعي لالتهام كل ما يمكن التهامه من أجزاء هذه الأمة .
والشيء الذي يدمي القلب في هذه اللحظة هو أن كل دولة من الدولتين، الفارسية، والتركية تستخدم عربا لتحقيق أهدافها في التهام أرض العرب، بل تستخدم المال العربي نفسه في تحقيق تلك الأهداف، فجنود سوريون عرب يتولون تدمير ليبيا العربية باستخدام المال القطري لصالح الدولة التركية التي لا تنفق مالا ولا دما في تلك المعركة !!وهناك عرب، كما يظهر من ملامحهم ولغتهم، يتولون القضاء على لبنان خدمة للدولة الفارسية !! وهناك عرب مسلمون يحاولون النيل من الجيش العربي الذي بقي لنا وهو الجيش المصري صانع النصر ، ويقومون بذلك أيضا باستخدام المال القطري ،فهل هناك أعجب من هذه الحالة التي تعيشها الأمة ؟
الغريب بعد كل هذا أن يستنكر البعض قيام البحرين والإمارات باللجوء إلى خيار السلام الذي حتمته هذه الحالة التي وصلت إليها الأمة، ولكن الأشد غرابة هو أن الثلاثة الذين يعيثون فسادا في أرجاء الأمة هم الأكثر انتقادا للجوء قيادتنا الحكيمة إلى خيار السلام !! الأشد غرابة هو أن تركيا وإيران وقطر يتولون تخريب أمة برمتها ويبكون على دولة واحدة منها!!