“… ولهذا يجب أن يكون التعاون حاليا بين دول المجلس أوسع بكثير من الماضي بعد وضوح أبعاد هذه المؤامرة على مملكة البحرين، كما يجب تعزيز قوات درع الجزيرة، والعمل على تقوية الروابط المصلحية بين شعوب المجلس؛ حتى تصبح منظومة واحدة في درء المخاطر التي وضحت الآن”.
هكذا تحدث سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة مع رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية الأستاذ أحمد الجار الله، وهكذا وضع النقاط على الحروف، وأكد ضرورة تعزيز قوات درع الجزيرة؛ لتكون ضمانا لأمن دول الخليج العربية؛ تحسبا لوقوع محاولات أخرى في البحرين أوغيرها.
حديث سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان للأستاذ الجار الله كشف الكثير من الأمور الخطيرة، ليست فقط بالنسبة للبحرين، ولكن لدول مجلس التعاون الخليجي بكاملها.
صحيح أن البحرين هي نقطة البداية، ولكن الخطر يحدق بالجميع دون استثاء، وقد يأتي الخطر من جهات أو دول كنا نعتقد لفترة أنها الأكثر ضمانا لأمننا.
حديث سمو رئيس الوزراء ملأني بالخوف، رغم أن البحرين قد مرت إلى حد بعيد من كبوتها، إلا أن للتفاصيل التي كشفها سموه غاية في الخطورة، فالمؤامرة كانت متكاملة الأركان، كل شيء تم إعداده حتى عملة الجمهورية الإسلامية الجديدة وعلمها والمشانق التي أرادوا أن يشنقوا بها حكام البلاد، فيا لها من مؤامرة، لم يكن لنا أن نتخيل تفاصيلها على هذا النحو.
لقد وصل بنا تقديرنا للأمور إلى الاقتناع بوجود أناس يوالون إيران ويأتمرون بأوامر الولي الفقيه ويحصلون على أموال إيرانية عن طريق حسابات في بنوك معينة، ويتدربون في لبنان على أيدي رجال حزب الله؛ من أجل زعزعة الأمن في البلاد، ولكن لم يصل بنا التفكير والخيال إلى التفكير في تفاصيل على هذا النحو.
نحن نحمد الله أن رد كيد هؤلاء في نحورهم، ولكننا في الوقت نفسه لابد أن تكون لنا إستراتيجية للمستقبل؛ حتى لا نتعرض لمفاجآت جديدة.
وأول ما يجب التفكير فيه بجدية هو توسيع وتقوية وتسليح قوات درع الجزيرة؛ لكي تصبح جيشا خليجيا قادرا على مواجهة ما هو أصعب مما حدث في البحرين، فكل شيء وارد في ظل أوضاع سياسية واقتصادية من طبيعتها التقلب وعدم الدوام على حال.
دول الخليج العربي تملك الإمكانات المادية التي تمكنها من تسليح وتدريب جيش يحميها؛ حتى لا نكون تحت رحمة أحد، ولابد أن نبدأ الآن ولا ننتظر؛ لأن الخطر بات واضحا وضوح الشمس.
وثاني ما يجب القيام به هو العمل على المضي في خطط الإصلاح السياسي والاقتصادي بوتيرة أسرع وبالشكل الذي يجعل المواطن العادي يشعر بهذا التغيير؛ حتى نفوت الفرصة على الذين يستخدمون الأوضاع الاقتصادية في التحريض على العنف والإضرار بالوطن.
وثالث ما يجب الاهتمام به هو العمل على تقديم البحرين بصورتها الحقيقية في الخارج، ولابد أن نجعل العالم يعرف حجم الإصلاحات التي تحققت؛ من أجل إفشال حملات التلطيخ التي لا تتوقف عن تشويه البحرين في الخارج كجزء من المؤامرة التي اعتقد أصحابها أنهم قاب قوسين أو أدنى من إنجازها.