حديث الوفاء عن سعود الفيصل

حديث الوفاء عن سعود الفيصل

كان من حسن حظي أنه عندما نشر عمودي السابق الذي أثنيت فيه على سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي أن نشرت الصحف العربية في نفس اليوم تصريحات لاثنين من وزراء الخارجية العرب يعددان فيها سجايا وقدرات الرجل الذي سيبقى في مخيلة كل الأجيال التي رأته واستمعت إليه.
فقد تحدث وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد حديث الوفاء والتقدير والاحترام عن الأمير سعود وقال باسم شعب البحرين إن سعود الفيصل كان وزيرا لخارجية البحرين، خصوصا خلال العام 2011 الذي تعرضت فيه البحرين لهجمة من الداخل وسوء فهم من الخارج جعل الرجل يقوم بدوره الكبير في الدفاع عن مصالح البحرين ويقف صامدا أمام كل المحاولات الخبيثة التي أرادت أخذ البحرين إلى طريق التحلل والضياع.
“إن أخي الكبير صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل (وزير الدولة عضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين المشرف على الشؤون الخارجية) كان في هذه الفترة يعتبر وزيراً بمثابة وزير خارجية مملكة البحرين بالإضافة إلى عمله، لذلك لن ننسى فضله وجهده، داعين الله سبحانه وتعالى أن يسبغ عليه موفور الصحة والعافية”. هكذا تحدث الشيخ خالد بن أحمد وهكذا يكون حديث الرجال عن الرجال، فلابد أن نرد الحق إلا أصحابه إذا كنا أمة تريد أن تتقدم.
أما وزير الخارجية الآخر الذي نشر كلامه في نفس اليوم، فهو عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق، الذي قال في بعض ما قال عن الأمير سعود الفيصل: “الفيصل مدرسة الدبلوماسية العاقلة والآراء الرصينة القوية، كان قويا حين يحتاج الموقف إلى قوة، وكان إنسانا حين يحتاج الموقف إلى إنسان، وكان دبلوماسيا حيث يحتاج الموقف إلى دبلوماسي، وكان خبيرا إذا احتاج الأمر إلى رأي خبير”. وأشاد عمرو موسى، بموقف الفيصل الخاص بالقضية الفلسطينية وقضية القدس وعمله الدائم للمصلحة العربية المشتركة وكان متميزا في قيادة العمل العربي المشترك في اكثر من مجال.
لقد سعدت جدا وأنا أقرأ هذا الكلام، ولكن لا عجب ان يتحدث الرجلان بهذا الشكل الجميل عن الأمير سعود،فهما من نفس المدرسة الدبلوماسية القوية التي تبين شخصية الوزير وقدراته وثقافته وتجعل الناس تتذكره كونه شخصية فريدة لا تتكرر.
لابد أن نكون أوفياء لمن يعمل ويخدم الأمة، والأمير سعود الفيصل لم يكن وزيرا لخارجية البحرين وحدها،ولكنه كان قائدا للدبلوماسية العربية خلال فترة طويلة وسوف يفتقده الدبلوماسيون العرب بشدة، وهذا لا يقلل بأي حال من الأحوال بوزير الخارجية السعودي الجديد، فهو رجل له تاريخ حافل بالعطاء في وظيفته الدبلوماسية.