ليس غريبا ما نشرته وسائل إعلام أجنبية عن نية أتباع الولي الفقيه مهاجمة تقرير لجنة تقصي الحقائق التي يرأسها الخبير الدولي البروفيسور محمود بسيوني وتشويه ما جاء فيه إن لم يخدم أهدافهم ويقدم إدانة للجهات الرسمية البحرينية.
لا تتوقعوا غير هذا، ولا تتوقعوا من جمعية الوفاق البحرينية أو حزب الله البحريني سوى افتعال المشكلات وتحريك محاولات التخريب، ولن ينتهي الأمر عند مظاهرة أو محاولة تخريب أو محاولة اغتيال، فهم ينوون الدخول في مواجهة طويلة مع الدولة البحرينية، بعد أن تركوا العمل السياسي الشرعي المعلن وقرروا العمل في الظلام.
السياسة لا تناسب أهداف أتباع الولي الفقيه، والاندماج في الدولة البحرينية أيضا لا يناسب هذه الأهداف، لأن المراد هو الدولة بكاملها وليس شيئا آخر مهما كانت الشعارات ومهما كانت الصياغات التي تقدم من خلالها المطالب، لأن المطالب المعلنة ما هي إلا تكتيك مرحلي وستنتهي بمجرد تحقيقها وسيتم البدء في مرحلة أخرى بتكتيكات جديدة حتى يتم الوصول إلى المحطة الأساسية وهي أن تصبح الدولة البحرينية ولاية تابعة للولي الفقيه ومن يريد أن يبقى فيها لابد أن يرضى بذلك ومن لا يريد فعليه بالرحيل.
لقد جربت الوفاق لعبة الانتخابات ليس اقتناعا بها، ولكنها كانت تريد أن تتخذ من تزوير الانتخابات مناسبة جديدة للطم وتلطيخ وجه الحكومة البحرينية وملأ أركان العالم بحديث التزوير، ولكنها اكتشفت أن الانتخابات قد جعلت وجه البحرين أكثر بياضا، وجعلت ثوبها الناصع أكثر وضوحا للعالم الخارجي، فضاع الحلم وخسروا محطة هامة من محطات اللطم والعويل، فلم يتم تزوير الانتخابات في 2006، ولم يتم تزويرها في 2010، رغم رفع الوفاقيين لسقف مطالبهم لتعجيز الحكومة عن الوفاء بها.
إذا السياسة لم تعد تحقق أهدافهم في تحويل البحرين إلى محافظة إيرانية، لأن السياسة تعني الاندماج في الدولة وتعني أن نكون جميعا موجودين في مكونات هذا الوطن، وتعني أن الوطن فوق المذهب وفوق الطائفة، وهذا لا يفيد على الإطلاق في تحقيق الأهداف الطائفية التي باتت واضحة الآن أكثر من أي وقت مضى.
إن تشويه التقرير والهجوم على صاحبه ومن معه من الخبراء هي أقل ما نتوقعه في هذه الظروف، وهو أمر ميسر جدا لأن القنوات الفضائية الإيرانية مستعدة دوما لتقديم خدماتها في هذا الشأن، ونحن نتوقع إن يكون هجومها شرسا لأنها لن ترضى، ولن يرضى الذين يرعون مخطط تخريب البحرين بأن تنتهي الأمور بهذا الشكل، فقد خسروا ميدانيا ولا يجب أبدا أن يخسروا إعلاميا، لم ينجح مخطط اختطاف البحرين، ولكن من الممكن تحويل ما جرى إلى كربلاء جديدة عن طريق الإلحاح الإعلامي وتكرار الأكاذيب حتى يصدقها العوام ويصدقها الذين أطلقوها أنفسهم انتظارا لتحقيق الحلم.
إن إرادة الله أولا، وعبقرية ملك البحرين ثانيا في التعامل مع الحدث الجلل هي التي حمت البحرين من الوقوع في أيدي رجال حزب الله الذين أرادوا تقديمها كأضحية على مذبح الولي الفقيه.
فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا.