حادث نيوزيلندا

حادث نيوزيلندا

بثينة خليفة قاسم

18 مارس 2019

حادث نيوزيلندا

 

أدى حادث مقتل خمسين مسلما في مسجدين في نيوزيلندا إلى حالة من الغضب والاستياء لدى عامة المسلمين في أنحاء العالم وشعر كل مسلم بمدى الظلم وسوء النوايا الذي يحمل النظام العالمي للمسلمين وحدهم ويصر على الصاق الإرهاب بالاسلام دون غيره .

 

هذا الارهابي الذي يتبنى عقيدة الأمة البيضاء وهي نفس عقيدة رئيس أكبر دولة في العالم ،الرئيس دونالد ترامب أعد عدته وجهز الكاميرا التي سيقوم بتصوير المشهد كاملا لها وراح يقتل وكأنه يلعب لعبة إلكترونية ويردد شعارات ترامب المعادية للمسلمين ويستخدم نفس عباراته التي يصف فيها المسلمين بالغزاة.

 

صحيح أنه لا يجوز من الناحية القانونية الربط بين ترامب وبين حادث ارتكبه هذا الارهابي حتى وإن كانت عقيدة صاحبه هي نفس عقيدة ترامب ،ولكن ما وقع يبين أن التطرف والإرهاب موجود لدى كل العقائد وأنه من الظلم وصم الإسلام بالإرهاب ،خاصة وأن كل الحروب وكل العمليات التي سالت فيها الدماء وحصدت فيها الأرواح بالملايين كانت من فعل الرجل الأبيض.

 

الحرب العالمية الأولى كانت من فعل الرجل الأبيض والحرب العالمية الثانية كانت من فعل الرجل الأبيض ومعركة الباسك التي خلد بيكاسو ضحاياها وبشاعتها كانت من فعل الرجل الأبيض وقتل الملايين في العراق وفي البوسنة والهرسك كان من فعل الرجل الأبيض.

 

فأي عقيدة بيضاء هذه التي تتهم غيرها وتلصق الإرهاب بغيرها وهي العقيدة التي قتلت وسفكت الدماء أكثر من غيرها .

 

الغريب أن الحضارة الغربية ترفض عقوبة الاعدام وترفض القصاص لمن قتل مظلوما وتعتبر عقوبة القصاص خرقا لحقوق الإنسان ولقيم الأمم المتمدينة.ألا يكفي كل هذا لزرع اليأس والكراهية في نفوس كل العقائد الأخرى وليس المسلمين وحدهم.

إن موقف الغرب من هذا الحادث البربري سيتسبب في زيادة الكراهية المتبادلة وزيادة العنف والإرهاب في العالم وسيجعل قيم الغرب على المحك ،خاصة بعد أن رئيس أكبر دولة في العالم قد أعلن صراحة أن عقيدة الرجل الأبيض لا تمثل أي مشكلة بالنسبة له .

 

حتى هذا المجرم الذي كان يقتل  باستهتار وبسادية لم يسبق لها مثيل وكأنه يقتل حشرات وليس بشر،حتى هذا لن يعدم وفق قوانين الحضارة الغربية وقيمها .