جلالة الملك يعيد البوصلة لفلسطين

جلالة الملك يعيد البوصلة لفلسطين

هذا هو ما عبر عنه السفير الفلسطيني في مملكة البحرين طه محمد عبدالقادر في تعليقه على الاهتمام الذي أولاه جلالة الملك المفدى للقضية الفلسطينية خلال خطاب جلالته الذي ألقاه في افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث لمجلسي النواب والشورى.
جلالة الملك حمد بن عيسى أكد ضرورة الاهتمام بقضية العرب الرئيسية الأولى وهي القضية الفلسطينية وقال إننا يجب ألا ننساها في خضم الأحداث التي تمر بها الأمة العربية في هذه الأيام.
وهذا هو موقف البحرين الدائم بالنسبة للقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني وسوف يظل هذا الموقف دائما إلى أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
ولكن بلا شك التعبير الذي استخدمه السفير الفلسطيني يلخص حجم الضرر الذي لحق بالقضية الفلسطينية بسبب ما سمي بالربيع العربي وما جرى فيه من احتجاجات وسياسات انتهازية من قبل جهات خارجية وداخلية في الدول التي وقعت بها هذه الاحتجاجات.
وكأن هناك من يريد للدول العربية أن تنشغل بنفسها وتحاول أن تنجو بجلدها إن استطاعت لكي تنسى القضية الفلسطينية لسنوات طويلة قادمة.
ومن الطبيعي أن تتفرغ الدول التي تعرضت لاحتجاجات أو ثورات مثل مصر إلى مواجهة مشكلاتها الداخلية وتقرير مستقبلها، ومن الطبيعي أيضا أن تنشغل السعودية ولو بنسبة معينة بما يجري في مصر وفي سوريا وتنشغل أيضا بدرجة كبيرة بأمن الخليج وما يراد له من قبل قوى دولية وإقليمية في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة والأمر نفسه يقال عن البحرين التي تعرضت لمؤامرة ضد بقائها ووحدتها واستقرارها.
ولكنني أريد أن أقول لسعادة السفير الفلسطيني إننا استطعنا أن نلتمس العذر للدول العربية التي انشغلت بأحداثها الداخلية وتوقفت خلال فترة طويلة عن توجيه البوصلة إلى القضية الفلسطينية، فلا نستطيع أن نلتمس العذر لحركة حماس الفلسطينية عندما أقحمت نفسها فيما لا يجب أن تقحم نفسها فيه وغلبتها أيديولوجيتها وارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين وجعلتها تعمل ضد القضية الفلسطينية بوعي أو بدون وعي.
حركة حماس أساءت التقدير والتصرف وأدخلت نفسها طرفا في الصراع بين الدولة المصرية بشعبها وجيشها وبين حركة الإخوان المسلمين وسمحت لنفسها أن تقاتل الجيش الذي يعرف الجميع تاريخه مع القضية الفلسطينية وشاركت في قتل جنود منه واعتقدت أن الإخوان المسلمين باقون إلى الأبد في حكم مصر.
أنا لا أقول هذا الكلام لكي أبرر لأية دولة عربية أن تغير من موقفها تجاه القضية الفلسطينية التي هي قضية كل الشعوب العربية، ولا اعتقد أن أية دولة عربية يمكن أن تتوقف أبدا عن دعم هذه القضية ولكنني أردت في هذه المناسبة أن أضع النقاط على الحروف وأبين أن القضية الفلسطينية يساء إليها من بعض أبناء فلسطين.
والله من وراء القصد.