الأحداث الإرهابية اللعينة التي ارتكبتها عناصر إجرامية لا تعرف دينا ولا إنسانية في سيناء المصرية حرقت قلوب كل الوطنيين المخلصين، ليس في مصر الشقيقة وحدها، ولكن في كل الدول العربية، فالعدد الذي سقط من رجال الجيش المصري كان كبيرا هذه المرة.
هؤلاء القتلة المجرمون يكرهون الجيش المصري على وجه الخصوص لأنه فك رموز المؤامرة التي تعرضت لها الأمة ولم ينجحوا في شقه أو جعله ينقلب على شعبه، ففشلت المؤامرة ولم يعد أمامهم إلا العمليات الغادرة الحقيرة التي لا تزيد المصريين إلا صلابة ورفضا لجماعات الإرهاب التي رفعت شعارات الدين والدين منها براء.
أعداد ليست قليلة سقطت ودماء كثيرة سالت بسبب خيانة هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان واتبعوا شعار إما أن نحكمكم وإما أن نقتلكم، ولكن لا نتيجة سيحققها الخونة سوى زيادة تماسك المصريين والتفافهم حول جيشهم العظيم، فالأسر المصرية التي قدمت الشهداء في السادس من أكتوبر 1973 تقدم الآن مزيدا من الشهداء للنجاة بمصر والأمة من هذه المؤامرة الحقيرة.
هم يعرفون جيدا أن مصر لن تسقط ولن تقسم وأن خرائطهم ومخططاتهم لا جدوى منها، وطالما أن مصر لن تسقط فلن تسقط الأمة وما تم هدمه هنا وهناك في أركان الأمة سوف يتم ترميمه طالما بقي القلب سليما،ولذلك فالانتقام والعمليات الغادرة الحقيرة باتت سبيلهم الوحيد في مواجهة الجيش العظيم الذي لا يزال يقدم الشهداء لكي تبقى مصر وتبقى الأمة.
هذه الجنائز الحاشدة لشهداء مصر الأبرار في مدنها وقراها وما سمعناه على الشاشات من هتافات ضد الإرهاب تبين بوضوح أن أهلنا في مصر على قلب رجل واحد في مواجهة المخططات التي تستهدف قلب العروبة النابض وتبين أن مصر باقية رغم كيد المعتدين.
فجففي دموعك أيتها الأم المصرية وقفي شامخة ضد الإرهاب وصناعه وأدواته الدنيئة، فمصر الآن تنتصر،وما يقوم به الإرهاب حاليا هو عمليات يائسة بعد الضربات التي وجهت له في سيناء وفي مصر كلها،والموت هو الموت يا أمي، فأولى بالمرء أن يموت شهيدا شامخا من أجل بلده، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
جففي دموعك ورددي كما ردد لسان حال ولدك الشهيد:
اسلمي يا مصر إنني الفدا
ذي يدي إن مدت الدنيا يدا
أبدا لن تستكيني أبدا
إنني أرجو مع اليوم غدا
ومعي قلبي وعزمي للجهاد
ولقلبي أنت بعد الدين دين
لك يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادي
إن رمى الدهر سهامه
أتقيها بفؤادي
واسلمي في كل حين.