ما ورد في تقرير رسمي حول تنفيذ الحكومة البحرينية لـ 290 من مرئيات الحوار الوطني شيء طيب ويدل على جدية الحكومة في تنفيذ هذه المرئيات التي غطت جوانب حقوقية واجتماعية وسياسية.
ولكنني أقول – على مسؤوليتي الشخصية – إن كل ما قامت به الحكومة لن يحقق شيئا فيما يتعلق بتهدئة الذين يسعون إلى ضرب استقرار البلاد واستنزافها اقتصاديا، ليس لأن هذه المرئيات التي تحققت على أرض الواقع غير كافية أو غير ملبية للمطالب المشروعة لأبناء الشعب، ولكن لأسباب أخرى تتعلق بخطط الحركة الطائفية في مملكة البحرين.
الحركة الطائفية البحرينية المدعومة من الخارج لا تريد تهدئة ولا تريد إنجازات ولا تريد تعايشا ولا تبحث عن إصلاحات، لأن الإصلاحات ضد أهدافها التي تستهدف هوية البحرين وبقائها على خريطة العروبة.
والماء العكر دائما وعدم الاستقرار يصنعان البيئة التي ينشدها أصحاب الطابور الخامس لأنها تساعد في تحقيق أهدافهم أكثر من الهدوء والاستقرار.
هم لا يريدون تقدما في الملف الحقوقي ولا الاجتماعي لأنهم يستمدون وقود معركتهم من إقناع العالم بسوء الأحوال الاجتماعية والحقوقية في البحرين.
لذلك أتوقع أن تظل هذه التحركات المشبوهة موجودة وسوف تستغل مناسبات معينة لتمارس التصعيد وتفجر العنف لاستدراج الجهات الأمنية إلى اشتباكات تؤدي إلى تسويق الصورة التي يريدون توصيلها للخارج.
مشكلة أصحاب الطابور الخامس في البحرين ومن يدعمونهم من الخارج هي اقتناعهم بأنهم أمام فرصة تاريخية لن تعود في المدى القريب، وبالتالي هم يثابرون من أجل تحقيق الهدف مستفيدين مما يجري حولهم في العالم العربي من اضطرابات.
ولقد حاولوا أن يخلقوا رابطا وعلاقة بين ما يقومون به من أعمال عنف طائفية وبين ما جرى في مصر وتونس على وجه الخصوص، ولكن اكتشاف أهدافهم وخططهم كان أمرا يسيرا، فلم يعترف بهم أي تيار سياسي أو ثوري لأن رائحة الطائفية التي تفوح من تحركاتهم لا يخطئها أحد، فعادوا يجرون أذيال الخيبة.
نحن لا نقصد بهذا الكلام أن تتوقف الحكومة عن تنفيذ الإصلاحات والتوصيات التي قررتها لجنة تقصي الحقائق، ولكننا نريد أن نبين للحكومة أن معركتها لا تتلخص فقط في إنفاذ هذه الإصلاحات ولكن المعركة تتطلب كشف هؤلاء أمام العالم ومحاصرتهم في الداخل من خلال تشريعات تتناسب وظروف المرحلة التي تمر بها البلاد.
ولابد أن يكون هناك وعي لدى الشعب البحريني وإدراك لحجم الخطر الذي يتهدد هويته ومصيره ليؤدي ما عليه تجاه الحفاظ على هذه الهوية والوقوف في وجه أصحاب المخطط الذي يستهدفها.