بثينه خليفه قاسم
10 مايو 2019
تكريم شعبان عبدالرحيم ….وهييييييه
شعبان عبدالرحيم مغن شعبي مصري من نوعية المغنيين الذين يغنون في الافراح بأغان ارتجالية ويستخدمون مفردات وتعابير تضحك الجمهور وتخلق حالة من الصخب لإحياء العرس مع نوع من الحركة أو الرقص التي تتناسب مع هكذا مناسبات .
أما كلمة ” هيييييييه ” فهي الكلمة التي يختم بها شعبان كل مقطوعة يغنيها خاصة وان الاغاني التي يغنيها شعبان ليس بها ايقاعات أو موسيقى معينة وأحيانا يبدو وكأنه يقرأ في جريدة وبالتالي يختم بهييييييييه لكي يخلق نوع من الصخب والحركة والرقص داخل المكان.
ومن بين المئات ممن يغنون في الأفراح في الأحياء الشعبية في القاهرة وفي غيرها من مدن مصر،اشتهر شعبان عبدالرحيم وحده وعرفه العالم العربي على الأقل ،ليس لموهبة فذة ولكن ربما نتيجة للتفاعل بين حالته الفريدة وبين المزاج الساخر للمصريين الذين يستطيعون تحقيق الشهرة والذيوع لمن يريدون.وكان تناول شعبان لقضايا وشخصيات سياسية في أغانيه سببا آخر لشهرته،وكما قلنا ليس لجمال صوته ولكن لنوع القضايا التي يختارها والتي تتفق مع ميل المصريين للنكتة والتهكم .
وقد كانت أغنيته ” باحب عمرو موسى ..وبكره إسرائيل “بداية أغنياته التي نالت الذيوع والشهرة ،عندما كان السيد عمرو موسى وزيرا للخارجية في مصر،وجاءت بعدها أغنيات أخرى كان آخرها أغنية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.وقد جاء على لسان الفنان الكبير عادل امام في فيلم السفارة في العمارة مقطعا من أغنيته ” أنا بكره إسرائيل ..وبقولها لو اتسأل..وان شا الله أموت قتيل أو أخش المعتقل …
ومضى قطار شعبان عبدالرحيم وأصبح أمرا واقعا يحوطه نوع من السخرية والتهكم من الكثيرين وراه البعض مؤشرا على حالة الاسفاف والانهيار التي أصابت الفن واتخذه البعض وسيلة للتهكم على الفن وامتدت الحالة الشعبانية أو الشعبانيزم لتصبح وصفا لكل حالات الضعف والخروج عن المألوف في مجالات أخرى غير الفن .
ولكن الجديد الذي خلق حالة من الجدل في مصر وصلت إلى مجلس النواب هو أن جامعة بنها قامت بتكريم شعبان عبد الرحيم ومنحته درع كلية الطب بالجامعة تقدير له على……..لا أدرى تقديرا على ماذا ؟فالرجل ليس طبيبا وليس باحثا وليس له علاقة بكلية الطب !
ربما لو كان قد تم تكريمه في نقابة الموسيقيين أو في أي مكان له صلة بالفن أو الغناء لكان من الممكن أن تمر المسألة دون جدل ،ولكن التكريم من قبل كلية الطب فالمسألة تدعو إلى الدهشة……وهيييييه!