بثينه خليفه قاسم
5 أكتوبر 2017
تقسيم العراق…هل فات الاوان؟
أسئلة كثيرة تشغل الناس هذه الأيام حول الاستفتاء الكردي الخاص بانفصال كردستان العراق،من أهمها هل انتهى الأمر وأصبحت عملية تقسيم العراق عملية محسومة وأن الكلام في غير ذلك بات أمرا لا طائل من ورائه؟وهل من حق الأكراد وقائدهم البرزاني من حقهم وحدهم أن يقتطعوا جزءا كبيرا من دولة العراق ويسمونه دولة كردية؟ أم أن هذا الأمر يخص الشعب العراقي كله،على أساس أن الدولة العراقية بكل تفاصيلها مسألة تخص العراقيين أجمعين؟واذا كانت الإجابة على السؤال الأخير بنعم،فما الذي يمكن أن يفعله بقية العراقيين وتفعله الحكومة العراقية في مواجهة قرار كردي انفرادي تم اتخاذه دون اتفاق مع بقية أطياف الشعب،خاصة وأن السماح للأكراد بالانفصال يمكن أن يكون بداية لتفتيت الدولة العراقية بكاملها وتحويلها إلى دويلات صغيرة،فيمكن للطوائف الدينية المختلفة أن تسعى إلى عمل دولة لكل طائفة،ناهيك عن القوميات أو العرقيات الأخرى؟
والسؤال الأهم هنا هو: ما الذي يجعل البرزاني زعيم الأكراد يتحدث بهذه القوة والثقة،رغم أن دول الجوار،تركيا وإيران وسوريا ترفض انفصال الأكراد وتصر على استمرار وحدة الأراضي العراقية،وعلى الرغم من أن الأكراد على مر التاريخ قد تم خداعهم واستكرادهم من قبل القوى الدولية الكبيرة التي قدمت لهم الوعود بإقامة دولة كردية في مواقف كثيرة ولكنها في النهاية لم تعطيهم شيئا.
هل إسرائيل وحدها هي التي شجعت البرزاني وأعطته القوة،أم هناك قوى دولية كبيرة تسعى لإقامة إسرائيل أخرى في هذه المنطقة،الى جانب إسرائيل المقامة على أرض فلسطين وإسرائيل الخليج العربي؟ الشيء المؤسف أن الاستفتاء الذي حدده برزاني يأتي في فترة عصيبة في تاريخ الأمة كلها،فكل دولة عربية لديها ما يكفيها!
فهل يدرك كل من يهمه الأمر أن انفصال الأكراد سيؤدي عمليا لتفتيت العراق، وأن هذا سيكون فألا مشئوما على دول أخرى في المنطقة،وسوف يذيع استخدام مصطلح حق تقرير المصير الذي سبق وفتتوا به دولا من جديد؟