تصريحات هيجل

تصريحات هيجل

وزير الدفاع الأميركي تشاك هيجل خلال لقائه بوزراء دفاع مجلس التعاون الخليجي أراد أن يطمئن شعوب الخليج العربي وقياداته ويخفف من حدة عدم الثقة التي سادت المنطقة تجاه الولايات المتحدة وعلاقاتها الجديدة بإيران على مدار العام الماضي.
هيجل قال إن بلاده تشعر بالقلق بسبب تنامي الخطر الإيراني على امن دول الخليج، وكأنه يذيع جديدا لا نعرفه وكأن تنامي هذا الخطر بعيد عن إرادة الولايات المتحدة الأميركية وخططها في إدارة المنطقة التي نعيش فيها.
قال المحللون إن كلام هيجل أمام وزراء دفاع مجلس التعاون كان الهدف منه طمأنة شركائه الاستراتيجيين في المنطقة بأن بلاده لم تغير تحالفاتها وأنها مازالت وفية لتعهداتها في إقامة شراكة استراتيجية لحماية امن الخليج من التهديدات الايرانية.
والحقيقة أن ما تقوم به الولايات المتحدة وما تصرح به لم يعد بحاجة إلى محللين لكي يفكوا ألغازه وشفراته ورسائله، فسياسات الولايات المتحدة تجاه الخليج على وجه الخصوص مسألة مفهومة للعوام في شعوبنا التي لم تعد تثق فيما تقوله الإدارة الأميركية في كل المواقف.
ما قاله هيجل من وجهة نظر البسطاء من أمثالي هي رسائل تخويف وليست رسائل طمأنة، رغم ما قيل عن حرصه، كما قالوا، على إحداث هذه الطمأنة.
فلكي تقوم أميركا بإنهاء حالة النفور والقلق والتوجس التي تنتاب دول الخليج بسبب تقاربها مع إيران ومغازلة السيد أوباما لساسة إيران، لابد لها أن تجعلنا نزداد خوفا من إيران فنعود مسرعين ونحتضنها بشدة أكثر مما كان لنحتمي بها، خصوصا أننا لا نملك البديل الذي يجعلنا نفرط في تحالفنا الاستراتيجي معها.
ولكي تنجح رسائل التخويف في تحقيق الهدف فلابد أن يكون الشعور بالخوف عاليا ولابد أن يكون الخطر واضحا.
أميركا هي التي تقوي الخطر الإيراني وهي التي تساعد إيران على الاستئساد على جيرانها وتقدم لها الهدايا والمكافآت من وقت لآخر لكي تتدخل في شؤوننا، ومن بين هذه المكافآت التأييد العلني والضمني لما تقوم به الجماعات التابعة لإيران في البحرين والسعودية واليمن، ناهيك عن المكافأة الكبرى في العراق، وهي هيمنة إيران على كل شيء بعد سحب أوباما لقواته، إلى درجة أن إيران هي التي تحدد حاليا من الذي يحكم العراق.
أميركا بالنسبة للعرب عموما والخليج خصوصا مثلها مثل الذي يحقنك بالمرض من أجل أن يبيع لك الدواء فيما بعد.