تصريحات سمو رئيس الوزراء

تصريحات سمو رئيس الوزراء

تصريحات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليقة رئيس الوزراء حول جاهزية الحكومة لتنفيذ مرئيات الحوار الوطني،وإدراج هذه المرئيات تدعو إلى التفاؤل بعد الأوقات العصيبة التي مرت بها البحرين.
 فتنفيذ مرئيات الحوار الوطني خلال جدول زمني مناسب سيكون المحك الرئيسي الذي سيحكم من خلاله على أداء الحكومة البحرينية خلال المرحلة القادمة،فالمواطن العادي ينتظر تحقيق ما أعلن عنه من إصلاحات اجتماعية وسياسية على أحر من الجمر،وبيد الحكومة البحرينية أن تنال ثقة المواطن البحريني خلال هذه المرحلة الحرجة،ويمكنها أن تجعله يفقد الثقة في كل ما يعلن عنه من إصلاحات.
 صحيح أن مرئيات الحوار تعاملت مع محاور أربعة لها أهميتها،ولكن الملف الاجتماعي هو أخطرها وهو الأحرى بسرعة التنفيذ،لأن الأوضاع الاجتماعية كانت وستظل من أهم أدوات المزايدين الساعين إلى شق الصفوف وإشعال الفتنة الطائفية في البلاد،لأنه كما يقول المثل الانجليزي “رجل جائع يعني رجل غاضب”
 وأعتقد أن نجاح الحكومة البحرينية في الملف الاجتماعي سيكون هو الضمان لنجاح بقية الملفات،وسيكون من أهم عوامل استتباب الأمن في المملكة،فالعدل الاجتماعي معناه أمن اجتماعي،لأن المواطن المستريح في مسكنه الذي ينال رعاية صحية جيدة ويشتري متطلباته الحياتية وهو لا يعاني من ارتفاع الأسعار،هو مواطن سيفكر ألف مرة قبل أن ينضم لصفوف المخربين الساعين إلى نشر الفوضى في البلاد.
 أما المواطن الشاعر بالحرمان الذي يعاني من ارتفاع الأسعار ولا يشعر بالاطمئنان على مستقبل أولاده فهو المادة الخام الجيدة للاعتصامات وعمليات الحرق والتخريب،لأن الجوع وعدم الأمان الاقتصادي أسلحة تفتك بالولاء والانتماء وتشوه معنى الوطن في نفوس المواطنين.
 التغيير التدريجي يكون مقبولا في الملفات السياسية والحقوقية،لأن التاريخ يؤكد هذا في كل أنحاء العالم،فكل التجارب في أعرق الدول الديمقراطية تؤكد هذا،والذي يريد التأكد من ذلك فعليه بدراسة التجربة البريطانية والمدى الزمني الذي استغرقته بريطانيا لكي تصبح ملكية دستورية بالمعنى الحرفي لهذا المصطلح.
 ولكن الملفات الاجتماعية ورفع مستوى معيشة المواطن فهي ملفات لابد من إنجازها بسرعة طالما سمحت الأحوال الاقتصادية للبلاد لأن تأجيلها أو تنفيذها ببطء سيؤدي إلى فقدان الثقة في كل شيء،وسيجعل كل محاولات رأب الصدع بين جناحي الأمة بلا أي معنى،خاصة أن الصورة المأخوذة عن البحرين في الخارج – مهما كانت دقتها – تستند إلى وجود تفرقة بين السنة والشيعة.
 زبدة القول:
 إن استطاعت الحكومة البحرينية أن تعالج ملفات الإسكان والفقر والبطالة فسوف تنزع أهم سلاح من أيدي الساعين لخراب البحرين.