سمعنا عن تصدير الثورة ولكننا لم نسمع عن تصدير الطائفية إلا في هذه الأيام السوداء التي تمر بها الأمة العربية، فالطائفية الأداة الناجزة لخراب الأمة العربية وإتمام عملية تقسيمها، وبالتالي لابد أن تتم رعايتها رعاية كبيرة وتغذيتها ونقلها كالحريق من مكان إلى مكان.
بعد إتمام خراب العراق وسوريا واليمن وتوجيه ضربات طائفية للكويت والسعودية وغيرهما من الدول العربية، يريدون أن ينقلوا الحريق إلى الجزائر التي عانت ويلات التطرف الديني على مدى سنوات طويلة مضت.
الجزائر التي لم تعرف سنة ولا شيعة على مدى تاريخها أصبحت عرضة للعبث بوحدة شعبها لكي يتم تمزيقها كغيرها.
السيد مقتدى الصدر شخصيا يقول للشيعة في الجزائر، إن كان هناك شيعة من الأساس في الجزائر، يقول لهم: “لا تخافوا الفئة الضالة”، فما معنى هذا الكلام؟ ومن هي الفئة الضالة؟ وما المناسبة التي جعلت المرجع الكبير يقول هذا الكلام؟
لا أعتقد أن هناك مناسبة ولا أعتقد أن هناك خوفا في الجزائر، فالشعب الجزائري لم يكن يوما منقسما إلى سنة وشيعة ولم نسمع يوما عن وجود شيعة في الجزائر ولم نسمع عن تفرقة بين طائفة وأخرى.
الجزائر عانت من شيء آخر وهو التطرف الديني الذي حمل السلاح ضد الدولة وخلف ضحايا كثيرين خلال سنوات الصراع، فمن أين جاءها هذا الاختراع الجديد؟
مرجع شيعي له مكانته يشد من أزر طائفة لا وجود لها في الجزائر، فلماذا، ولأي غرض يقول هذا الكلام؟
هذا الكلام يمثل دعوة للتمرد لطائفة معينة كبيرة أم صغيرة، لا فرق، فمجرد إعلانهم أنفسهم، بشكل أو بآخر يمكن أن يجعل الجزائر كغيرها من الدول المشتعلة بنار الطائفية، لأن إعلانهم عن أنفسهم أو تمردهم أو قيامهم بأي نوع من التحرك الطائفي سوف يوجه الدعوة لداعش هي الأخرى لكي تأتي إلى الجزائر، وهو أمر سهل جدا، وتمارس مهامها في تفجير المساجد وقتل الشيعة.
لا توجد في هذا الكلام مبالغة، ولكنها الحقيقة الكاملة حول الطائفية أو حول استخدام الطائفية من قبل القوى الساعية لتخريب العالم العربي وتقسيمه.
فعند أول إعلان عن وجود طائفة أخرى في الجزائر ستقوم جهات التمويل والتسليح المختلفة بإدارة المسألة لتلحق الجزائر بغيرها من الدول المشتعلة.