بثينة خليفه قاسم
8 سبتمبر 2019
تريند “الفضائح“
على مدى أكثر من ثلاثة أشهر ،منذ ظهور أول فضيحة جنسية للمخرج السينمائي الشهير مع اثنتين من الممثلات وتسريب فيديو يفضح علاقات جنسية غير مشروعة بين هذا المخرج وبين هاتين الممثلتين، منذ ذلك الحين لا يمر يوم إلا وينشر خبر وفيديو جديد لفضيحة جديدة وعلاقة جنسية جديدة بين نفس المخرج وبين ممثلة جديدة أو مذيعة جديدة أو سيدة أعمال جديدة .
وبالطبع يتحول خبر الفيديو الجديد إلى ” تريند ” يتابعه الملايين والملايين على مواقع الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي ويصبح أكثر الموضوعات قراءة ومشاهدة وتداولا بين الناس ،لأن هذه هي طبيعة البشر يشغلهم جدا الفضائح ،خاصة الجنسية منها ،ورغم أنهم ينتقدون مثل هذه الممارسات في العلن إلا أنها يبحثون عنها باجتهاد من موقع الى موقع ولا يملون إذا خذلهم موقع معين على الانترنت فهناك غيره كثير .
الغريب أن كل السيدات الشهيرات اللاتي نشرت لهن فضائح جنسية مع نفس المخرج قد أعلن أثناء التحقيق معهن أو أمام وسائل الإعلام أنهن كن متزوجات زواجا عرفيا من هذا المخرج !
السؤال هنا : من الخاسر من نشر هذه الفضائح اليومية ؟
في رأيي المتواضع أن الخاسر الاول هو الفن الذي ينتمي إليه هؤلاء الممثلات وهذا المخرج ،فليس من المعقول أن يكون بين الفنانيين والمخرجين هذا العدد من المستهترين الذين لا يفعلون شيئا في حياتهم أكثر من هذه الممارسات الجنسية غير المشروعة وتصويرها ونشرها بين البشر !
اذا كان هؤلاء يخطئون شأن غيرهم من ملايين البشر ،فهذا شأنهم ،ولكن تصوير فضائحهم ونشرها في كل أنحاء الدنيا فهو الشيء المرفوض لأنه يطعن السينما ويطعن الفن بأنواعه في مقتل ويسيء الى الفنانيين المحترمين أصحاب الرسالة .
ومن الأشياء المؤلمة أيضا في هذا الشأن تهافت وسائل النشر على مثل هذه الفضائح والمبالغة في نشرها والإضافة إليها واعادتها بنفس التفاصيل تحت عناوين مختلفة من وقت إلى آخر ضمن التسابق الاعلامي الساعي للوصول إلى أكبر عدد من الناس دون مراعاة للأخلاق .
إلى متى سيستمر النشر وتستمر الفضائح التي تسيء للفن وللإعلام معا وتسيء إلى قيم المجتمع ؟