بثينه خليفه قاسم
28 أبريل 2020
تجبر وطغيان بني البشر
فشلت قمة العشرين قبل أيام قليلة في إصدار بيان يبين دعم هذه الدول العشرين الكبيرة لمنظمة الصحة العالمية في تصديها لفيروس كورونا اللعين بسبب الصراع بين الدول الكبيرة ولأن إدارة الرئيس ترامب تريد أن تنتقم من المنظمة وتقوم بالتضييق عليها بحجة أنها منحازة للصين وأنها أخفت معلومات عن الفيروس لصالح الصين.
السياسة تحكم كل شيء رغم أن رائحة الموت تملأ كل أركان الكوكب، والفوز في الانتخابات أهم من أي شيء آخر رغم أن البشرية كلها تواجه عدو واحد .
متى سيتعاون العالم اذا لم يتعاون في هذه اللحظة الخطيرة ؟وعلام يتفق العالم اذا لم يستطع الاتفاق على بيان يدعم المنظمة التي وظيفتها إنقاذ البشرية من هذا الكابوس؟
لقد طالب المسئولون في هذه المنظمة مرارا بإبعاد السياسة عن نشاطاتها وقالوا اذا لم نتعاون في مواجهة الفيروس فسوف يأتينا الأسوأ، ولكن لا حياة لمن تنادي.
لقد جاءتني خاطرة غريبة خلال تأملي لمواقف الدول التي تصر على استخدام هذه المحنة التي تمر بها الإنسانية كوسيلة للانتقام من بعضها البعض و تحقيق مكاسب معينة مهما كانت النتيجة.
تساءلت بيني وبين نفسي: هل اذا استطاعت دولة من الدول، خاصة الدول المتصارعة ،التوصل إلى لقاح أو دواء لهذا الفيروس القاتل وسط هذه الحيرة التي يعيشها علماء الكون، هل ساعتها سيحل التعاون محل التنابز والاحتراب؟ وهل سيتعاون الجميع لإنهاء محنــة البشرية ؟
أخشى ألا يحدث هذا أيضا، أخشى أن يسعى خصوم هذه الدولة إلى النيل منها والقضاء على ما أنجزته حتى لو كان على حساب من يصارعون الموت في غرف العناية المركزة ! وأخشى في المقابل أن تقوم الدولة صاحبة الإنجاز بابتزاز واستعباد الدنيا كلها لأنها أصبحت تملك التحكم في مصير الشعوب.
زبدة القول أن كورونا الذي لم يحترم صغيرا أو كبيرا ولا غنيا أو فقيرا لم يستطع حتى الآن كسر طغيان وغرور بني البشر.