على نهج جيتنجالي “قربان الأناشيد” للفيلسوف الهندي العظيم “ طاغور” أخذتنا الأناشيد من رحاب بيت الله الحرام .
الأنشودة الأولى:
لقد جعلتني لا نهائياً، كما هو فرحك. أنت أفرغت هذه الكأس الرقيقة مرات ومرات وملأتها حياة جديدة.
ناي القصب الصغير هذا أنت حملته عبر السهول والتلال ونفخت فيه الأناشيد الخالدة.
بلمسة خالدة من يديك يجتاز قلبي حدوده في حبور ويتفتق عن مناجاة هائمة .
إن عطاياك اللامحدودة لتصل يدي الصغيرتين هاتين. والأزمنة تمر، وأنت تنعــم علي . ومازال هناك محل لنعمائك.
الأنشودة الثانية :
أيها الأحمق الحامل نفسك على كتفيك! يا من جئت تستجدي متسولاً على باب بيتك!
دع كل حملك بين يدي القادر على حمل كل شيء، ولا تلتفت إلى الخلف في أسف.
إن رغبتك لتطفئ جذوة المصباح فوراً إن لامستها بأنفاسها، إنها ليست طاهرة، فلا تقبل هداياك من يديها الملوثتين. واقبل فقط ما يقدمه الحب المقدس لك.
الأنشودة الثالثة:
ها هنا متكأ قدمك وهناك تستقر قدمك حيث يعيش المعدم والوضيع والضائع.
عندما أحاول أن أنحني لك ، فإن خضوعي لا يمكنه الوصول إلى العمق الذي تستقر عليه قدمك بين المعدم والوضيع والضائع.
الكبرياء لا يمكنها أن تتطاول إلى حيث تسير في إهاب التواضع بين المعدم والوضيع والضائع.
وإن قلبي لا يمكنه الوصول إلى حيث أنت تصاحب من لا صاحب له بين المعدم والوضيع والضائع.
الأنشودة ما قبل الأخيرة:
دع عنك الأناشيد والترانيم وحديث السبحات. من تراك تعبد في هذه الزاوية المهجورة المظلمة في معبد نوافذه كلها موصدة. انه هناك حيث الفلاح يفلح الأرض القاسية وحيث العامل يحطم الصخور. انه معهما تحت الشمس والمطر ، ورداؤه معفر بالغبار. انزع معطفك المقدس واهبط مثله على الغبراء. الخلاص؟ أين يوجد هذا الخلاص. ان مولانا ذاته بغبطة تكفل بروابط الخلق وقد ارتبط بنا إلى الأبد. اخرج من تأملاتك ودع جانباً زهورك وبخورك! ماذا يضير لو تقطعت ملابسك إذ تعفرت. قابله وقف إلى جانبه في الكدح وفي عرق وجنتيك.
الأنشودة الأخيرة:
عندما أمرتني بالغناء خيل لي أن قلبي سينفجر من الفخر، وتطلعت إلى وجهك ، فإغرورقت عيناي. كل ما هو ضنك ومتنافر في حياتي يذوب في نغم حلو .. وتنشر إبتهالاتي أجنحتها كطائر جذل في طيرانه عبر البحار.
أعلم أنك تفرح بغنائي . أعلم أنني كمنشد فقط أستطيع المثول أمامك. بطرف أغنيتي المنبسط ألمس قدمك التي لا أحلم في الوصول إليها. وأنسى نفسي وأنا ثمل بنشوة الغناء ، فأدعوك صديقي يا من أنت مولاي..