إن أكثر شيء يدل على سوء النوايا والسعي لإسقاط الدولة هو التشكيك في أحكام القضاء وإطلاق أوصاف معينة عليها، وطالما أن لدينا من يعلق على أحكام القضاء ويشكك فيها، فلن تنجح أي عملية سياسية في البحرين ولن يقدر للحوار تحقيق أي نتيجة، فكل شيء سيكون محل شك لدى الناس وسيكون من السهل على أصحاب المؤامرة إقناع فريق من الناس بأنهم مظلومون وأن كل شيء في هذه البلاد ضدهم، وسيكون من السهل تشويه أي حقيقة مهما كانت واضحة.
هل رأيتم إصرار الجمعيات الأربع، الوفاق ومن يدورون في فلكها، على تشكيك الناس في أحكام القضاء عندما استخدمت في بيانها مفردات وتعابير غير مسؤولة هدفها إشعار الناس باليأس ودفعهم أكثر وأكثر نحو العنف والتخريب؟
بيان الجمعيات تحدث عن أحكام سياسية مغلظة وعن إعدام وسنوات سجن طويلة وملاحقة القيادات السياسية واستهداف الحريات الدينية وزيادة وتيرة التمييز والتجنيس السياسي والإقصاء!
هذا الكلام لا يبين أبدا أن هناك نوايا حسنة نحو حلحلة الأمور وتهدئة الأجواء ولكنه نسف واضح لكل جهود المصالحة التي عبر عنها بوضوح سمو ولي العهد.
ماذا يبقى بلا تشويه لدى الناس إذا كنتم في بيان واحد شوهتم القضاء والشرطة والشخصيات الرسمية واتهمتم أطرافا في الحكم بالسعي لضرب الحوار الذي دعا إليه سمو ولي العهد؟
إذا كان الإعدام صدر بحق قاتل، فكيف نعلق عليه ونصفه بأنه حكم سياسي،هل لديهم قوانين وشريعة مختلفة عن الشريعة التي يستند إليها القضاء البحريني؟
وطالما ان هناك من يشجع بشكل مباشر أو غير مباشر على الاعتداء على رجال الشرطة وقتلهم، فسوف تظل نظرة فريق معين إلى الشرطة ورجالها على أنهم العدو اللدود وليس الجهاز الذي يحمي الشعب من القتل والسرقة والاغتصاب.
اسألوا الشعوب العربية التي كسرت فيها الشرطة أثناء الثورات التي قامت وكيف أتى عليهم اليوم الذي قدموا فيه الأمن على كل ضرورات الحياة وكرهوا الديمقراطية وكل الشعارات البراقة إذا كانت بلا أمن وأمان.
وليعلم أبناء هذا الشعب أن الذين يسعون لكسر الشرطة هم في الحقيقة يسعون لكسر الدولة نفسها؛ لأن مخططاتهم لن تنجح إلا بكسر الشرطة ونشر الفوضى في أرجاء البلاد.