عندما تنجح شركة مملوكة للدولة هذا النجاح الذي حققته شركة غاز البحرين الوطنية، فمعنى ذلك أن القيادات التي تتولى قيادة هذه الشركة منذ نشأتها حتى الآن هي قيادات وطنية تحب بلدها لا مجرد موظفين يشغلون وقتهم ويضمون راتبا شهريا تحت كل الظروف.
ولا نبالغ إذا قلنا انه في كثير من الدول تكون الشركة أو المصنع المملوك للدولة غير مملوك لأحد ولا انتماء أو ولاء لأحد تجاهه، ولكن الأمر في “بنا غاز” مختلف، وهذا يرجع لكفاءة ووطنية القيادات التي تتولى إدارة هذه الشركة.
أمور كثيرة جعلت “بنا غاز” شركة مختلفة عن شركات حكومية أخرى كثيرة على مستوى العالم العربي، ففي كثير من الدول العربية دمر الفساد شركات عملاقة كانت تضم آلاف العمال بسبب عدم الاحساس بالانتماء والاحساس بأن الراتب مضمون من قبل الدولة في كل الأحوال.
أما شركتنا الوطنية “بنا غاز” فهي محل فخر لكل بحريني يحب بلده لأنها مؤسسة داعمة للاقتصاد الوطني بقسط سنوي محترم، إلى جانب كونها مؤسسة بحرينية شبه خالصة لأن الغالبية العظمى ممن يعملون بها بحرينيون وهذا شيء مهم جدا.
فمن المعروف لدى الدنيا كلها أن الشركة أو المؤسسة الناجحة ليست فقط تلك التي تربح ولا تخسر كل عام، ولكنها تلك التي توفر فرص عمل محترمة ومجزية لأبناء البلد التي تعمل به، فهي موجودة في هذه الدولة أو تلك لكي تساعد في نهضتها الاقتصادية والاجتماعية وليست مجرد أداة لجني الأرباح لصالح شخص أو مجموعة أشخاص ولو بمص دماء العمال الفقراء.
“بنا غاز” عودتنا على كونها شركة تخدم البيئة والمجتمع، فهي تقيم الفعاليات وتقوم بدعم الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وخدمة البيئة المحيطة، ولعلنا نتذكر فوزها المشرف بجائزة التميز في مجال المسؤولية الاجتماعية على مستوى الوطن العربي التي تقدمها المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية.
والمسؤولية الاجتماعية تسمية رائعة وتخصيص جائزة بهذا الاسم شيء مشجع جدا لكل المؤسسات لكي تضع المجتمع الذي تعمل به أمام عينيها دائما في كل نشاط أو إنجاز تسعى إليه، فما الفائدة مثلا من شركة أو مصنع يحقق أرباحا كبيرة ويملأ جيوب المديرين بالمال ويخصص أرباحا سنوية أو نصف سنوية للعمال ولكنه يدمر البيئة ويلوث المياه ويتسبب في أمراض فتاكة للمجتمع الذي يعمل به؟.
“بنا غاز” كانت الشركة الراعية للاحتفال بالمنامة كعاصمة للثقافة العربية في العام 2012 وهي الشركة التي تدعم جامعة البحرين وتوفر التدريب لطلبة المدارس والجامعات وتساهم في العديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية مثل “البحرين أولا”.
فكل التحية والتقدير لهذه الشركة الوطنية والعاملين بها ابتداء من أحدث عامل الى اعلى قيادة.