انتهت عاصفة الحزم التي قادتها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية وشاركت فيها قوات من الدول العربية الشقيقة وتحققت على الأرض أهداف كثيرة وأصابت الضربات الجوية أهدافها بدقة وخسر الحوثيون جل عدتهم وعتادهم وأخذوا درسا قاسيا، وسوف تبدأ عملية البناء وإعادة اليمن إلى طريقه وإلى شرعيته بمشاركة كل أبنائه، دون أن يطغى أحد على الآخر ودون أن يستقوي أحد بالخارج، فهل وصلت الرسالة لكل من يهمه الأمر؟
أهم ما فعلته هذه العاصفة المباركة أنها بلا شك وجهت رسائل لإيران وحزب الله بأن الكيل قد فاض وأن العرب لن يقبلوا التغلغل الإيراني المعتمد على تنمية الطائفية وتنمية الإحساس بالظلم لدى أبناء المذهب الشيعي في البلاد العربية، خصوصا في دول الخليج العربي، فهل يمكن أن تغير إيران سياساتها تجاه جيرانها وتبدأ مرحلة جديدة تعتمد على التعاون وحسن الجوار بدلا من الرغبة في تصدير الثورة وإزعاج المنطقة والعالم واستخدام الأوراق في هز استقرارنا؟
نتمنى أن تكون إيران قد أدركت أن التمادي في استخدام هذه الورقة سوف ينتهي بحرب طائفية في المنطقة تأكل الأخضر واليابس ولا تحقق طموحات أحد ولا تخدم سوى إسرائيل وأعداء الأمة.
ولكن السؤال الأكثر أهمية هو: هل وعى بعض أبناء المذهب الشيعي في البلاد العربية الدرس وعرفوا خطورة اللعبة أم أنهم سيظلون راضين بأن يكونوا ورقة في يد إيران تساوم بها وتحقق بها مصالحها الشخصية؟ مع كل الاحترام للوطنيين العروبيين من أبناء الشيعة الذين لا يزالون على العهد والذين يرفضون أن يكونوا ورقة بيد أحد ولا يقدمون أي انتماء على انتمائهم لعروبتهم وأوطانهم.
لابد أن يتخلى الجميع عن الأحلام غير الواقعية وغير المنطقية ويعودوا إلى الصف الوطني، لأن النتيجة النهائية لتفجر الصراع الطائفي في المنطقة لن تخدمهم ولن تخدم الأمة كلها ولكنه سيأخذ الجميع إلى الهاوية!
الطائفية تستخدم يا أبناء وطني لتفكيك الأمة وتقسيمها وتحويلها إلى دويلات ضغيرة متصارعة لتتغير خارطة الصراع في المنطقة إلى الأبد ولكي تنتهي القضية الفلسطينية وتذهب إلى طي النسيان ويضيع كل هذا التاريخ من الكفاح والدماء وإنفاق الأموال هباء.
ليكن اختياركم هو الوطن ثم الوطن ثم الوطن، فلا أحلام ستتحقق إلا من خلال عباءة الوطن والوطنية، وما عدا ذلك هو الضياع والندم يوم لا ينفع الندم.