بثينه خليفه قاسم
١٩ ديسمبر 2021
اليوم العالمي للغة العربية
عندما تقوم الأمم المتحدة بتخصيص يوم للاحتفاء بشيء أو بفئة من الناس أو بقضية من القضايا أعرف أن هذا الشيء أو هذه القضية ليست على ما يرام ، وكأن الأمم المتحدة تريد من وراء هذا الاحتفاء ابداء التعاطف أو التعبير عن المواساة بسبب الحالة المأساوية التي وصل إليها هذا الشيء. واليوم الذي دونت هذه الخواطر هو ١٨ ديسمبر وهو اليوم العالمي للغة العربية.
في هذا اليوم يقوم مذيعوا التلفزيون والمعلقون على مباريات كرة القدم بتذكير جماهير لغة الضاد بأن اليوم هو اليوم العالمي للغة العربية، ومنهم من يقول كلمتين منمقتين عن اللغة العربية وجمالها وكونها وعاءا للثقافة ولغة لهذا الوطن العربي الكبير من المحيط إلى الخليج، وهذا هو كل شيء. وقد تزيد على ذلك وزارات التربية والتعليم في بلاد العرب ويقوم مدرس اللغة العربية بكل مدرسة بإلقاء كلمة في طابور الصباح عن اللغة العربية الجميلة التي هي لغة القرآن، ولولا القرآن لتخلص منها أهلها.
وتبدو الأمور وكأنها مواساة للغة العربية الجريحة، أو كأنها ابداءا للتعاطف مع شخص مريض يتألم من شدة ما أصابه من مرض وإهمال طبي!
الأمور تبدو لي كذلك في ظل حالة الإهمال التي تعاني منها اللغة العربية، بعد أن وصل الحال بالكثير من أبنائها إلى حد احتقار هذه اللغة وتطعيم جملهم بمفردات أجنبية دون أدنى ضرورة سعيا ليقدموا أنفسهم على أنهم مثقفين ويعرفون لغات أجنبية وهم في حقيقة الأمر لا يجيدون هذه ولا تلك !
لقد استمعت قبل أيام على شاشة إحدى الفضائيات العربية إلى رجل عربي يرتدي ثوبا عربيا، بل ويرتدي عمامة عربية ومع ذلك يقول لمحاوره العربي أيضا ” ييس ييس ييس” وكأن اللغة العربية ليس بها كلمة تقدم المعنى الذي يريده هذا العربي المعمم، وكأنه لـــــــم يسمع عن كلمة ” نعم” أو كلمة بلى .
ان خطورة هذه الشخصيات المتحذلقة ان الناس يقومون بمحاكاتهم على اعتبار أنهم نخبة ومثقفين وبالتالي يتم تقنين الخطأ ويتم توجيه المزيد من الإهانة للغة العربية .
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية