الوزير لا ينفعل ولا يشتم

الوزير لا ينفعل ولا يشتم

 

بثينة خليفة قاسم

10 نوفمبر 2018

 

الوزير لا ينفعل ولا يشتم

 

“فلان رجل دولة”، عبارة معناها، او من ضمن معانيها أن فلان هذا ، سواء كان وزيرا أو غير وزير ،يتحدث بمسئولية وينتقي مفرداته وعباراته، لأن الدنيا كلها تسمعه ،ولأن ما يقوله لا يمثل مسئولية شخصية عليه وحده ولكنه يمثل مسئولية على الدولة التي ينتمي إليها ،حتى وان كان خارج السلطة ،لأن الشعوب الأخرى حتما ستربط بينه، سواء كان وزيرا أو مفكرا أو نجما فنيا أو رياضيا أو إعلاميا ،وبين الدولة التي ينتمي إليها .

 

وبالتالي فرجل الدولة،خاصة إذا كان وزيرا في السلطة عليه أن يبتعد عن الانفعال ،وان يعطي لنفسه فرصة أو يعد حتى عشرة قبل أن يرد على بعض الأسئلة التي قد تستفزة حتى لا يندم وحتى لا يجلب اللوم على بلده .

 

ولذلك فهناك دول تجري لمسئوليها ،خاصة من يتولون وظائف حساسة اختبارا في الثبات الانفعالي قبل توليهم هذه الوظائف وحتى لا يتم اختيار شخص لوظيفة ما وينتج عن هذا الاختيار فضيحة داخلية أو خارجية لحكومة هذه الدولة.

 

أقول هذا الكلام من باب التعليق على بعض تصريحات أطلقها وزراء لبنانيون أساءت لأكبر دولتين عربيتين ،دون ضرورة ودون سبب مقنع .

 

فوزير الداخلية اللبناني أساء للمملكة العربية السعودية واستخدم مفردات وجمل وطبقات صوتية وإشارات غير لفظية لا تليق بوزير ،واضطر السيد سعد الحريري الى تقديم اعتذار للسعودية بسبب تصريحات ذلك الوزير .

 

ووزير السياحة اللبناني قام بشتم مصر بألفاظ لا يمكنني انا أذكرها في هذه الزاوية حتى لا أجرح مشاعر أحد،واضطر السيد سعد الحريري من جديد أن يعتذر لمصر على ما بدر من الوزير اللبناني !فما الذي استفاده كل من الوزيرين من جراء انفعاله وخروجه عن المألوف في حديثه عن دولة عربية لها مكانتها واحترامها مثل السعودية أو مصر ؟

 

الحقيقة انه لا فائدة عادت على أي من الوزيرين ،وان النتيجة الوحيدة هي الإساءة للبنان وليس السعودية أو مصر وإحرا السيد سعد الحريري أمام الدولتين الكبيرتين .وهذا يؤكد فكرتنا أن الوزير رجل دولة ولا ينبغي تحت أي ظروف أن يستخدم مفردات الشتيمة حتى لا يضع نفسه أو بلده في موضع اللوم والإعتذار .