إشادة جريدة الواشنطن تايمز بجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة كشخصية مهمة يعتمد عليها في منطقة الخليج العربي لم تأت من فراغ، فقد نجح جلالة الملك المفدى في رسم صورة ذهنية رائعة عن البحرين في الخارج، على الرغم من الحملات المغرضة التي استهدفت البحرين خلال السنوات التي مضت من خلال وضعها على خريطة الخراب الذي أطلقوا عليه الربيع العربي.
فرغم هذه الحملات، ورغم الدخان الإعلامي الكثيف الذي حجب رؤية الكثيرين وأعاقهم عن تمييز البحرين عن غيرها، إلا أنها استطاعت أن تحتفظ لنفسها بصورة الدولة الرشيدة نتيجة ما تتمتع به قيادتها من رشد سياسي.
لقد انتصرت القيادة البحرينية على هذه الحملات من خلال بث روح التسامح الديني بين الجميع ومن خلال قدرتها على جعل البحرين ذات الجغرافيا الصغيرة أوسع مكان في العالم لأنها اتسعت لجميع الملل وجميع المذاهب دون تضييق أو ظلم لأحد.
وفوق كل هذا تعاملت القيادة البحرينية على مدار السنوات التي مضت، وفي ظل أسوأ الظروف مع محاولات جر البلاد للفتنة باقتدار وهدوء لا نظير له، فلم تنكل بكائن من كان ولم تتعامل مع أحد خارج ساحات المحاكم البحرينية، رغم سعي البعض لطعن الدولة البحرينية في ظهرها.
لم تبالغ الواشنطن تايمز عندما قالت للسيد ترامب إن النقطة الأولى التي يجب أخذها بعين الاعتبار عند التفكير في العلاقات البحرينية الأميركية هي تقدير الجانبين الحرية الدينية، فمن أبرز سمات الثقافة الوطنية البحرينية التسامح الديني، حيث تعيش العديد من الأديان في تناغم وود وسلام، حتى عندما سعت إيران لزعزعة الاستقرار بإثارة الفتنة بين السنة والشيعة، كان الملك حمد حريصا على وحدة الأديان.
إن نصيحة الواشنطن تايمز للرئيس الجديد هي نصيحة في محلها، فالدولة التي كل طموحها أن تعيش في أمان وأن تترك في مسيرتها من أجل تقدمها وازدهار شعبها، مثل البحرين، ولا تتدخل في شؤون الغير ولا تقوم بدعم الإرهاب، هي دولة يجب أن يحترمها العالم كله وليس دونالد ترامب وحده.