النفط وما بعد النفط

النفط وما بعد النفط

انخفضت أسعار النفط فدخلنا جميعا في حيص بيص وارتبكت الأسواق والحسابات وسقطت البورصات، فماذا لو انتهى عصر النفط؟
سؤال لابد وأن يشغل بال كل من يفكر في مستقبل الخليج العربي والأجيال القادمة من أبنائه.
وهل هناك شك لدى أحد أن هذا اليوم سيأتي؟
وطالما أن النفط ضيف وحتما سيرحل يوما ما، فلابد أن نكون على استعداد كامل لمواجهة آثار ما بعد رحيله، بمعنى أننا يجب أولا أن نقتسم اللقمة مع أجيالنا القادمة التي ستعيش في عصر ما بعد النفط وأن نقوم بتدبير موارد بديلة تجعل هذه الأجيال تعيش بكرامة كما عاشت أجيالنا نحن.
صحيح أن دول الخليج تخصص صناديق سيادية للأجيال القادمة من خلال اقتطاع نسبة معينة من دخل النفط لصالح هذه الأجيال، ولكن هل هذه الاستقطاعات تكفي لأن تجعل هذه الأجيال تعيش بكرامة وباقتصادات قوية لسنوات طويلة، أم أن هذه الصناديق هي مجرد حقنة مسكنة وأن عودة أجيال ما بعد النفط إلى الفقر والبداوة هو أمر حتمي؟
رغم أنني لست من المتخصصين في مجال الاقتصاد والمال، إلا أنني أرى أنه لا يجب أن نربط المسألة كلها بالنفط ونظل ننظر إليه على أنه سبب رفاهيتنا وأنه يجب أن يكون هو فقط سبب رفاهية أجيالنا القادمة. لماذا لا نتصرف من الآن وكأن النفط قد نضب بالفعل وأننا الآن جيل ما بعد النفط؟ ما هي الأنشطة الاقتصادية التي يمكن أن نمارسها لكي نظل موجودين على خريطة العالم؟ هل يمكننا أن نعيش بنصف إنتاج النفط الحالي ونترك الباقي في باطن الأرض كما هو لكي يستخرجه الأحفاد ويعيشون عليه؟ أم أننا بذلك نصر على جعل الأحفاد نسخة طبقة الأصل منا ونجعلهم يعيشون على ما يجود به باطن وينتظرون نفاده في يوم ما مثلما نفعل؟ أم أن هذه المعادلة لابد أن تتغير؟
هل بإمكاننا أن نجعل من البحر ومن السياحة ومن التجارة مصادر دخل تكفي باحتياجاتنا دون حاجة إلى النفط بالحجم الحالي للإنتاج؟
ألا يوجد دول في العالم تنتج من الكافيار ما يباع بمليارات الدولارات؟ ألا يوجد دول في العالم تمتلك صناعات تقدم لها مليارات الدولارات وتوفر فرص العمل للملايين من أبنائها؟
أسئلة كثيرة لا نستطيع نحن كمواطنين أن نقدم لها إجابة ولكن المسؤولين عن الاقتصاد والتخطيط في بلادنا الخليجية يمكنهم الإجابة عليها، فهل تتفتق عقول أهل التخصص وأهل القرار عن تصورات وخطط لمستقبل الخليج يكون من شأنها إنهاء أو تخفيف مخاوفنا حول المستقبل؟