قصة الثقافة في مملكة البحرين هي قصة الشيخة مي بنت إبراهيم آل خليفة،فالثقافة والتراث بدون مبالغة أو مجاملة هي حياتها وعشقها الخاص،فقد عملت منذ سنوات طويلة،بل لنقل “قاتلت” من أجل حماية التراث في مملكة البحرين،واستحقت بعد هذا الجهد الطويل ثقة جلالة الملك لتصبح أول وزيرة للثقافة في مملكة البحرين.
فرق شاسع جدا بين من يمارس الشيء الذي يحبه وبين من يؤدي وظيفة أسندت إليه ليكسب من ورائها قوت يومه أو يكسب من ورائها وجاهة أو مكانة اجتماعية.
الشيخة مي بنت إبراهيم رعت الثقافة والتراث في البحرين من باب الهواية والانتماء والعشق لتراب هذا البلد والخوف على هذا التراث من الاندثار ،وليس من باب المنفعة أو أداء الوظيفة،ولذلك فنجاحها فيما أرادت له طعم خاص ويحق لها وللبحرين أن تفخر اليوم بما تحقق في مجال الثقافة،فالبحرين اليوم عن جدارة عاصمة الثقافة العربية.
منذ سنوات طويلة عرف المواطنون والمقيمون طريقهم إلى مركز الشيخ إبراهيم الثقافي الذي رعته الشيخة مي وصنعت له مكانة لدى الجميع،ليحضروا الندوات والمحاضرات والأمسيات الثقافية،وليلتقوا بشخصيات هامة وقامات طويلة في مجال الثقافة والفكر على المستوى العربي وعلى مستوى العالم.
استمع أبناء البحرين والمقيمون في قاعة هذا المركز لمحاضرات لعمالقة الفكر العربي، ودخلوا معهم في حوارات في هذا المركز الذي يقع في بقعة تاريخية عزيزة من أرض البحرين،وقد احتفظت الشيخة مي بقائمة بأسماء هؤلاء العمالقة الذين ساهموا في إحياء الليالي الثقافية في هذا المركز وصورهم حسب الأسبقية الزمنية لقدومهم على حوائط هذا المركز تقديرا لهم وللثقافة والفكر.
وقد كانت المعرفة الواسعة للشيخة مي بهذه الشخصيات العربية والعالمية ومكانتها لديهم الفضل في مجيء هذه الشخصيات إلى المملكة،بل وصنع صورة ذهنية رائعة عن مملكة البحرين التي تركت المجال للجميع على اختلاف أيديولوجياتهم للتحدث إلى جمهور الحاضرين.
وخلال إعلانها عن انطلاق عام المنامة كعاصمة للثقافة العربية 2012،قالت وزيرة الثقافة البحرينية،”إن هذا الحدث استثنائي ولا يقتصر على فعل وزاري،بل كان نتيجة حتمية للتواصل الفاعل بين المكونات الثقافية في المجتمع،وأن اختيار المنامة هو دليل على مشاركة هذا البلد في صياغة معطيات فكرية عميقة وأهليتها لتكوين بنية ثقافية”.
ونحن بكل فخر نقول للسيدة الوزيرة أن هذا العرس الثقافي الكبير الذي تشهده المنامة اليوم هو تتويج لجهود سيدة بحرينية طالما عشقت الثقافة وعملت من أجلها في الداخل والخارج وهي الشيخة مي بنت ابراهيم آل خليفة، التي أحسنت الاستفادة من المشروع الاصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وما أولاه للثقافة من رعاية وللحرية الواسعة التي نالها الجميع في عهده.
فهنيئا للبحرين ولجلالة الملك وللشيخة مي وللمرأة البحرينية ولنا جميعا هذا الفوز المستحق.