قبل فترة قصيرة، وبالتحديد اثناء أحداث العنف التي وقعت في المملكة، قام بعض المدلسين بإعداد قائمة أطلقوا عليها “قائمة العار” – كنت أنا أحد أبطالها – وقاموا بترويج هذه القائمة على الانترنت لتلطيخ سمعة عدد من الكتاب البحرينيين غير المرغوب فيهم من قبل هؤلاء الموتورين، وكان على هذه القائمة عدد كبير ممن يقفون ضد محاولات إثارة العنف والتوتر التي يقوم بها بعض المشكوك في ولائهم لهذا الوطن.
وكان الشيء اللافت أن هؤلاء العباقرة الذين أعدوا هذه القائمة لم يضعوا عليها أي كاتب أو محرر من العاملين في جريدة “الوسط”، على اعتبار أن كل من ينتمون إليها من الشرفاء الذين يحترمون المهنة وأخلاقياتها ويحترمون مواثيق الشرف الإعلامي.
والآن من حقنا أن نقول لهؤلاء: ما هو رأيكم الآن في هذه الفضيحة الكبرى التي أصابت ثلة من أبناء جريدة الوسط؟ وعلى أي قائمة ستضعون الذين نشروا أخبارا مزورة عن البحرين الذين استخدموا صورا مفبركة وأسماء وهمية لتشويه وجه الوطن لتضليل الدول والمؤسسات الأجنبية ودفعها زورا وبهتانا لتبني مواقف سلبية ضد مؤسسات وشخصيات بحرينية شريفة؟!
على أي قائمة سيتم وضع رئيس تحرير الجريدة “الأسبق” التي نشرت هذا الكم من الزور والبهتان وحرضت الداخل واستعدت الخارج على البلد الذي يعيشون على أرضه؟
لو كانت هذه الفضيحة قد ألمت بجريدة أخرى لقامت الدنيا لديهم ولم تقعد، ولقامت المنابر بجلد المتورطين فيها كل يوم حتى يقوموا بترك البلاد برمتها.
من المثير للضحك أن أقلاما كثيرة في الجريدة صاحبة الفضيحة، طالما كتبت عن عدم الحياد واتهمت الإعلام الذي تسميه بالحكومي بالفبركة وبالعجز، وشاءت إرادة الله أن نعرف خبر هذه الفضيحة عن طريق التلفزيون البحريني- مشكورا – الذي طالما تعرض للنقد من قبل صناديد الجريدة المنكوبة.
ألا تعد هذه الحادثة دليلا آخر على وجود مؤامرة مكتملة الأركان تم تنفيذها ضد البحرين وأمنها واستقرارها؟ واضح جدا أن الجانب الإعلامي كان من أهم أركان المؤامرة، لأن الصور الكاذبة التي نشرت قصد بها إثارة الغضب الشعبي في الداخل ودفع أعداد كبيرة من المواطنين إلى التحرك ضد النظام العام أو إلى العصيان المدني لشل حركة البلاد على النحو الذي قام به العاملون في شركة بابكو، وفي نفس الوقت توفر دليل اصطناعي لمن يحاولون الوصاية على بعض أبناء البحرين لكي يطلقوا لحناجرهم العنان في الفضائيات، كما فعل حسن نصرالله الذي تحدث عن مذابح وتطهير عرقي في البحرين.
غير أن أشد ما يخيفنا في حادثة الوسط المخزية، هو وجود مواطنين لديهم استعداد لخيانة الوطن، وقد يكون لهذه الجريمة أخوات بشكل أو بآخر، في الصحافة أو في غيرها!
الزبدة:
في كل الأحوال فإن ما حدث سيؤثر على مدى زمن طويل على مصداقية الجريدة ومحرريها التي مارست هذه الفعلة المشينة، وسوف يقضي على سمعة الكثير من المنتسبين إليها، وكنا نتمنى من رئيس تحريرها الجديد لو لم يبدأ باكورة كتاباته كرئيس تحرير جديد بمقال يطالب به بازالة لوحات الاعلام السياسي، بعد صمت منه استمر لشهر بأكمله كان الدوار يعج باللوحات المعادية للنظام ولرموز البلاد، فأين كان حينها؟!