كل ما يجري في العالم العربي يصيب الإنسان بالاكتئاب أثناء صحوه ويأتي له بالكوابيس أثناء نومه، فلا يوجد حدث أو خبر يسر النفس أو يبعث الأمل في المستقبل.
تابعوا أحداث العالم العربي خلال أربع وعشرين ساعة، بل عشر ساعات أو أقل من نشرات الأخبار، ستجدون كل البلاد العربي تسيل فيها الدماء وترعد فيها الحناجر وترتفع فيها درجات الغضب والضغينة والاستقطاب وكراهية الآخر إلى أقصى مدى.
وكأن شيطانا يقوم بإشعال الحرائق ونقلها من ركن إلى آخر في هذا العالم العربي.
أنا فعلت ذلك قبل أن أسجل هذا الكلام، أي تنقلت بين الفضائيات العربية لعلي أجد شيئا يسر النفس، وإذا بي أمر أولا على الشأن السوري، فأجد طائرات (الأسد) تقصف المدارس والمستشفيات، وكأنها قوات احتلال همجي لا يعرف الرحمة ولا الانسانية، رغم أن القانون الدولي يحرم على قوات الاحتلال ضرب مثل هذه المنشآت ويمنع ضرب المساجد والكنائس وكافة المقدسات، ولكن (الأسد) لم يعد يعرف أي مقدسات خلال صراعه مع شعبه الرافض لبقائه في الحكم.
وانتظرت الخبر التالي، فوجدت قوات الاحتلال الصهيوني تقوم باعتقال نائب فلسطيني سادس في نابلس وهو ياسر منصور المنتمي لحركة حماس.
وعندما ذهبت للشأن المصري وجدت قلب القاهرة يكاد يحترق، ليس فقط بسبب الغازات والقنابل التي تطلقها قوات الأمن لصد المتظاهرين الساعين لاقتحام مؤسسات معينة في وسط القاهرة، ولا بسبب زجاجات المولوتوف التي يلقيها هؤلاء المتظاهرون على رجال الأمن، ولكن بسبب الغضب الواضح لرجال السلطة القضائية الذي تجلى خلال اجتماعهم في نادي القضاة للتنديد بالقرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية التي تزيد من صلاحياته وتسحب البساط من تحت أرجل القضاء المصري.
رأيت دماء تسيل في الإسكندرية والسويس واعتداءات مؤسفة تقوم بها مليشيات الإخوان المسلمين على معارضي الرئيس مرسي، رأيت النائب الناصري أبوالعز الحريري المرشح السابق لرئاسة الجمهورية قد تهشم وجهه هو وزوجته بعد أن اعتدت عليه هذه المليشيات في مدينة الإسكندرية، ورأيت في المقابل صورا لمن يقومون بتحطيم مقار حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين، ورأيت صورا ليلية لعمليات كر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين في وسط القاهرة وسط الدخان الكثيف وكأنه مشاهد من أفلام الرعب.
ثم انتقلت توا للشأن السوداني، فوجدت أن حركة تحرير السودان جناح عبدالواحد نور احدى الحركات المتمردة في اقليم دارفور أعلنت انها سيطرت على معسكر للجيش السوداني في ولاية شمال دارفور…
وفي الأردن وجدت مسيرات وصياح بسبب رفع أسعار المحروقات، فقلت لنفسي إننا في البحرين نعيش في نعمة يجب أن نحافظ عليها، ولكنني وجدت خبرا على الانترنت يقول إن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها (أمس الجمعة) من تصاعد العنف في البحرين ودعت حكومة البحرين إلى ضبط النفس في التعامل مع الاحتجاجات.
فهل هناك مؤامرة على الأمة كلها، وهل هناك من يسعى إلى تفتيت هذه الأمة بأيدي أهلها دون حاجة لسايكس بيكو ودون حاجة إلى الجيوش والسلاح؟