المشكلة مع قطر لن تحل بحب الخشوم
7 ديسمبر 2018
تعليقا على الدعوة التي وجهت لقطر من قبل المملكة العربية السعودية لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض ،قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني لوسائل الإعلام أن المشكلة مع قطر وصلت إلى مدى بعيدا وان هذه المشكلة لن تحل بحب الخشوم .الشيخ خالد بن أحمد وزير خارجية البحرين دائما يسمي الأشياء بأسمائها ولا تمنعه الدبلوماسية وتحفظ الدبلوماسيين من توجيه رسائله الواضحة لكل من يهمه الأمر .لا فرق بين حضور قطر وبين عدم حضورها لهذه القمة الخليجية ،هكذا قال وزير الخارجية.
وهذا كلام واضح وضوح الشمس في رابعه النهار وليس به أي لف أو دوران كما يقال ،فالمشكلة مع قطر لم تكن بسبب مقال في جريدة أو منشور على الفيسبوك او التويتر ،ولكن الخلاف كان بسبب أمور تتعلق بمصير الأمة ووجودها على الأرض .
قطر أحرقت كل سفن العودة ولم يعد لديها سفينة واحدة من جهتها لتعود بها إلى الأمة من جديد بعد أن قطعت شوطا طويلا ليس فقط في السباحة ضد التيار ،ولكن في هدم مقدرات الشعوب العربية والمساهمة بالمال وبالكلمة في صنع المشهد العربي الذي نراه منذ سنوات.
لم يعد السؤال الدقيق هو : هل تتوقف قطر عن تبني الإرهاب ودعمه والمساعدة في مخطط تدمير الأمة العربية لصالح أعدائها ؟ولكن السؤال الدقيق هنا هو : هل تستطيع قطر أن تتوقف عن ممارسة الإرهاب وعن المشاركة في مخطط هدم الأمة؟
في تقديري الشخصي أن قطر نفسها لا تستطيع أن تعود إلى الأمة بعد هذا التورط الكبير وبعد أن أوقعت نفسها في فم الأسد وأصبحت مختطفة تماما .
نحن إذن لا نتحدث عن جرائم ارتكبها النظام القطري ضد الشعوب العربية ولا نتحدث عن دماء سالت ومقدرات هدمت ،ولكننا نتحدث عن نظام أصبح غارقا في مخطط إقليمي عالمي حتى أذنيه .
نتحدث عن نظام لم يعد قراره بيديه،نظام لا يستطيع أن يقول لا للذين وعدوه بالبقاء مقابل لعب دور حصان طرواده.ولو أن أمير الإرهاب أراد أن يتوقف عن المضي في دوره المرسوم لدفع ثمنا باهظا ولخسر كل شيء ،فبقاؤه اذن في كفه وممارسة لدوره في كفة أخرى .
وبناء عليه فإن الأسئلة الخاصة بلم الشمل العربي وتعبيرات عفا الله عما سلف وتطييب الخواطر وحب الخشوم لا مجال لها في المشكلة ،وحضور قطر للقمة من عدمه لن يغير شيئا في الواقع المؤلم .