المسلمون والاساءة للإسلام

المسلمون والاساءة للإسلام

عندما قام أحد الركاب بالشروع في الصلاة وهو على متن الطائرة أعلنت حالة الطوارئ في المطار وتم عمل استعدادات لأسوأ سيناريو ممكن حدوثه لهذه الطائرة ،وانطلقت طائرة عسكرية لتصحب هذه الطائرة التي تعرضت لخطر جسيم إلى أرض المطار.
هذا خبر لا يمكن أن يصدقه ملايين المسلمين في أنحاء العالم ولكنه حدث بالفعل على متن طائرة تابعة لخطوط “يونايتد إيرلاينز” كانت متوجهة إلى العاصمة الأمريكية واشنطن بعد أن نوى أحد الركاب الصلاة في ممشى الطائرة عندما كانت الطائرة تستعد للهبوط في المطار.
وبعد أن هبطت الطائرة  بسلام  ونجت من هذا الهول الذي تخيله المعنيون بالأمر، قامت الشرطة بتوقيف  الرجل الذي صلى لمساءلته!
هل هذا أمر معقول؟
إنه غير معقول بالنسبة لنا كمسلمين لأننا غير مدركين للحقيقة المرة وهي الحال التي وصلت إليها صورة الاسلام والمسلمين في الغرب وبخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية،ولكنه معقول ومنطقي للأمريكيين  الذين يربطون بين الاسلام والارهاب والذين استنتجوا أن الرجل الذي شرع في الصلاة والطائرة على وشك الهبوط هو رجل في قمة الارهاب،وبالتالي تعاملوا مع المسألة بمنتهى الجدية واستعدوا لكل الاحتمالات.
هذه الحادثة تبين أنه تم تبشيع صورة المسلمين هناك إلى درجة لا يمكن تصحيحها أو حتى تعديلها خلال المستقبل المنظور، فقد تراكمت أحداث كثيرة وتم استغلالها بشكل ممنهج  لتشويه الاسلام  كله.
ورغم أن هناك من يتعمد الاساءة  للإسلام والمسلمين في الغرب وينفق المليارات، إلا أننا نحن المسلمون ،وبخاصة هؤلاء الذين يظهرون وكأنهم أكثر تدينا منا جميعا نسبب إساءات كثيرة للإسلام تجعل مهمة الساعين لتشويهه يسيرة جدا في ظل وجود وسائل الإعلام الاليكترونية وغير الإليكترونية
يكفي أن نستعرض سويا صورا مسيئة صنعت خلال أقل من شهر واحد  بأيدي شباب مسلمين عنوانهم الالتزام بشرع الله والدفاع عنه.
الصورة الأولى هي صورة إمام مسجد عينته وزارة الأوقاف في إحدى الدول العربية ليؤدي خطبة عيد الأضحى في أحد الأماكن المخصصة للصلاة ،فإذا  بشباب ملتحين يمنعونه  من أداء الصلاة لأنهم يريدون واحدا منهم بدلا منه في هذه المهمة ،ولما رفض خوفا من عقاب الوزارة له أوسعوه ضربا وألقوا به بعيدا وأوكلوا المهمة إلى  واحد منهم.
أما الصورة الثانية فهي لأعداد كبيرة من المسلمين على الفيس بوك يشمتون في الأمريكيين بسبب إعصار ساندي ويعتبرونه نوعا من العقاب الالهي لهم.
والصورة الثالثة هي مدرسة تنتمي لإحدى الجماعات الدينية في إحدى الدول العربية تقوم بقص شعر تلميذة لأن هذه التلميذة لا تغطي شعرها.
والصورة الرابعة  لمجموعة من المسلمين الملتحين يقومون باحتلال قطعة أرض مملوكة لإحدى الكنائس وإقامة الصلاة عليها رغم أن الكنيسة أثبتت ملكيتها للأرض بحكم محكمة ،وهو ما أدى إلى اشتباكات بين مسلمين ومسيحيين.
كل هذه الصور تم تداولها على شبكة الانترنت وعرفها العالم ،فهل هذا هو سلوك من يخافون على دينهم ونبيهم ؟وكيف نلوم أعداء الاسلام ونحن نوفر لهم مثل هذا المواد الخصبة المعبرة ليقوموا بمهمتهم بيسر وسهولة؟.