بثينه خليفه قاسم
٢١ فبراير2020
المسافة البعيدة عبد الحليم حافظ وشاكوش
قبل أيام ثارت ضجة كبيرة بوسائل الاعلام المصرية ووسائل التواصل الاجتماعي حول ما يطلق عليه ” مطربو المهرجانات”،وفي وسط هذه الضجة وحالة السخرية والتهكم التي اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي حول هؤلاء ( المطربين)،قامت نقابة المهن الموسيقية في مصر بمنع ما يسمى بمطربي المهرجانات ونبهت على كل من يهمه الأمر بعدم التعامل معهم.
وبغض النظر عن الدقة اللغوية في استخدام كلمة مطربين أو كلمة مهرجانات،فقد استخدمت عبارة “مطربو المهرجانات ” لوصف أصحاب الغناء الهابط الذي يستخدم مفردات رديئة تهبط بالذوق العام وتسفه لغة الشارع في مصر..
وقد اتخذت نقابة المهن الموسيقية قرارها هذا عقب قيام واحد من أصحاب هذا النوع باطلاق أغنية رديئة في استاد القاهرة في مناسبة ما يسمى بعيد الحب،وهي أعنية بحسب ما عرفنا من الاخوة المصريين تمجد الحشيش والخمر وتستخدم لغة رديئة.
تابعت كل هذا بدهشة بل بصدمة كبيرة ،وسألت نفسي: الى أين يمضي الفن في مصر الشقيقة التي تعد قلعة الفن وتعد نقطة الانطلاق لكثير من المطربين العرب الذين يريدون تحقيق الشهرة والذيوع؟
ورجعت بذاكرتي الى زمن الفن الجميل في مصر ،الى زمن أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ووجدت أن المسافة قد أصبحت بعيدة بين عبد الحليم حافظ وبين شاكوش وغيره !
لقد حكى لي أحد الاخوة المصريين أن مصطفى باشا النحاس رئيس وزراء مصر عام ١٩٥٠ أمر بمنع أغنية فريد الأطرش ،( ما قال لي وقلت له…يا عواذل فلفلوا) على اعتبار ان جملة ” يا عواذل فلفلوا ” تهبط بالذوق العام !! ،فما بالك بأغاني هذه الأيام التي نخجل أن نذكرها هنا .