المراهقه في زمن وسائل التواصل الإجتماعي

المراهقه في زمن وسائل التواصل الإجتماعي

بثينه خليفه قاسم

١٤ فبراير2020

 

المراهقة في زمن وسائل التواصل الاجتماعي

 

سوف يبدو العنوان غريبا للكثيرين ،ومن حق كل من يقرأ أن يعترض على هذا العنوان ،فأي علاقة هذه التي يمكن إقامتها بشكل أو بآخر بين المراهقة كمرحلة سنية لها ظروفها ومشكلاتها وبين وسائل التواصل الاجتماعي.

 

ولكن على مسئوليتي الشخصية أقول أن المراهقة في زمن الإنترنت قد أصبحت شيئا غاية في الخطورة، ومهما كانت درجة تعليم وثقافة الآباء والأمهات فسوف يواجهون مشكلات جمة في تعاملهم مع أبنائهم المراهقين الذين يقضون معظم وقتهم في عالم آخر منفصلين تماما عن توجيهات الأب وقلق الأم .

 

الشاب المراهق يقضي معظم يومه مع هذا العالم الأسطوري الذي يجد فيه كل شيء يجد فيه ما يفيد العقل وما يفسده أيضا ،فكل شيء موجود عن طرف إصبعه ولا يفصله عن أي عالم من العوالم سوى لمسة باصبعه السبابة.

 

قليل من الأباء والأمهات يقومون بتوجيه أبنائهم وتربيتهم التربية الأخلاقية التي تقودهم إلى الاستفادة من الانترنت في تحصيل العلوم و تحقيق أقصى منفعة من هذه الشبكة ،وقليل من الأباء والأمهات يقومون بوضع تطبيق معين على الكمبيوتر أو الموبايل لكي يمنع فتح المواقع المشبوهة والضارة والتي قد يدخل إليها المراهق من باب الاستكشاف في البداية ثم يتحول إلى مدمن في الدخول إليها .فما أن ينفرد الشاب أو الفتاة بنفسه في حجرته حتى يدخل إلى عالمه السري الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى ارتكاب الجرائم ويؤدي إلى الانتحار في أحوال كثيرة .

 

 

ولكن الغالبية العظمى من الآباء والأمهات لا يهتمون بما يشاهده أولادهم أو يقرأه على الأنترنت ،فهم أنفسهم اما منشغلون بأعمالهم أو منكبون هم أيضا على هواتفهم الذكية ينشرون ويتابعون الفيسبوك والواتس أب مقدمين لأبنائهم قدوة سيئة ومبررين لهم حالة الانفصال عن العالم التي يعيشونها.

 

وبعد كل هذا نجد شكاوى مرة من أباء وأمهات منزعجين مما وصل إليه أبناؤهم من استهتار وانحراف ناسين أنهم يؤدوا ما عليهم تجاه هؤلاء المراهقين وكأن مهمة الأباء والأمهات هي تقديم الطعام والشراب والملبس لهؤلاء المراهقين.

 

لابد أن ندرك جميعا أن المخاطر التي يعيش في ظلها الأبناء هي أضعاف أضعاف تلك التي عاش في ظلها الآباء والأمهات .