ما يجري في الكويت حاليا من محاولات لإثارة الشغب لا يختلف في شيء عن كل الذي جرى في الدول العربية الأخرى خلال الأعوام الثلاثة الماضية، سواء من حيث الأهداف أو من حيث الطريقة التي تدار بها الأمور حتى تسير في تطورها الطبيعي نحو الخراب الأمني والاقتصادي.
الفرق الوحيد بين ما يحاك في الكويت والبحرين وغيرهما من دول الخليج من جهة وبقية الدول العربية من جهة ثانية، هو أن المؤامرة في الكويت مفضوحة من بدايتها على عكس الدول العربية الأخرى التي كانت لديها ظروف اقتصادية واجتماعية معينة سهلت هذه المؤامرة ووفرت سببا أخلاقيا للثورة وإثارة الفوضى.
الكويت دولة تتمتع بالرخاء الاقتصادي ويعيش مواطنها كأفضل ما يعيش إنسان على ظهر الأرض وبها أمن وأمان يشكر عليه حكامها ويجعل التمرد عليهم نوعا من أنواع البطر والنكران، فلماذا التمرد ومحاولة إثارة الفوضى من وقت لآخر؟ لماذا يسعى الطائفيون وأصحاب الطابور الخامس إلى تدمير الكويت؟
ما حدث يوم الجمعة الماضي ليس سوى محاولة من محاولات خسيسة لهز استقرار الدولة الكويتية والنيل منها تحقيقا لأهداف أعدائها، ولا يمكن أن يندرج هذا العمل ضمن أي إطار من إطارات العمل السياسي أو التعبير عن الرأي، وبالتالي فلابد أن يكون الرد بليغا وعلى مستوى الحدث.
والتصريحات التي قالها وزير الداخلية الكويتي تعليقا على أحداث الشغب غير المبررة لابد ان تنفذ حرفيا إن أرادت الدولة الكويتية أن تحافظ على هيبتها وبقائها.
المسألة ليست مسألة نائب محبوس ولكنها سعي مخطط لتحطيم مقدرات الدولة الكويتية وابتزازها وإنهاكها تدريجيا لكي تصل إلى ما وصل إليه غيرها من الدول التي تم تخريبها والجلوس على تلتها.
النائب الذي ثار المخربون من أجله محكوم عليه بحكم قضائي وليس مخطوفا أو معتقلا، وبالتالي يجب أن تتعامل الدولة الكويتية بكل حسم مع هذه الفئة المخربة حتى يقتنعوا بأن الطريق نحو الفوضى ليس ممهدا لهم وأن ثمن الخروج على القانون سيكون غاليا.
الشعب الكويتي سيكون الخاسر الأكبر إذا سارت الأمور على النحو الذي يريده أعضاء الطابور الخامس ومن وراءهم من رؤوس الفتنة في المنطقة وفي خارجها، لذلك يجب على هذا االشعب أن يدرك حقيقة ما يحاك له من مؤمرات ويتخلى عن صمته حتى لا يترسخ لدى العالم الخارجي أن هذه المجموعة من المشاغبين هي المعارضة الكويتية في ظل سكوت الغالبية العظمى من أبناء الكويت الحقيقيين المخلصين لأرضهم وقيادتهم.
نحن نقول هذا الكلام من باب الخوف والاحساس بالخطر الذي يراد للكويت وللبحرين على وجه الخصوص كمقدمة لخطر أكبر وأعم يراد للخليج كله.