بثينه خليفه قاسم
30 مارس 2019
القمة العربية في تونس
على الرغم من أن الأزمة السورية بتفاصيلها ومألاتها كانت ولا تزال مثار خلاف بين العرب، الا أن الجولان السورية كانت محل اتفاق تام بين جميع الدول العربية.
ليس هناك اتفاق حتى الأن على عودة سوريا إلى الجامعة العربية بسبب التفاصيل الخاصة بمستقبل سوريا وإعلاء مبدأ المواطنة على ما سواه فيما يتعلق بمستقبل هذا البلد العربي الهام،ولكن هناك اتفاق على رفض السياسات الأحادية الجانب للرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي .
الجولان أرض عربية بموجب القانون الدولي والقرارات الدولية.ففي وسط اليأس الذي يصيب كافة الشعوب العربية بسبب استهتار الرئيس الأمريكي بالعرب وقضاياهم وعدم احترامه للمواثيق الدولية فيما يتعلق بالقضايا العربية، نجد ضوءا في نهاية النفق وهو أن العرب قد اتفقوا على شيء رغم حالة التمزق التي أصابت الأمة .
هذا الحضور المكثف للزعماء العرب في قمة تونس يعطينا الأمل في إمكانية عودة الروح من جديد للعمل العربي المشترك .
وهذا الاتفاق على رفض قرارات ترامب أحادية الجانب، خاصة قراره الخاص بتمكين الاحتلال الإسرائيلي من جزء الأرض العربية هو أمر يبشر بالخير.
ورب ضارة نافعة ،فقرار ترامب حول الجولان ربما يكون بمثابة نيران صديقة أطلقت على صفقة القرن التي يريد أن يفرضها على العرب ،لأن مصداقية الولايات المتحدة كراعي لعملية السلام بين العرب وإسرائيل قد انتهت وشعر الجميع باليأس من أن تلعب الولايات المتحدة دورا عادلا تجاه القضية الفلسطينية.
فما الذي سيجعل العرب يسيرون خلف الولايات المتحدة في صفقة القرن وفي غيرها، طالما أن عمل الادارة الأمريكية منذ مجيء ترامب الى الحكم هو تقنين وشرعنة الانتهاكات الإسرائيلية للاتفاقيات الدولية؟
ونتمنى أن يكون شعار العرب خلال هذه المرحلة العسيرة هو : إذا كنا لن نكسب شيئا في هذه المرحلة ،فعلى الأقل يجب ألا نخسر ،فالقضية الفلسطينية يجب أن تبقى قضية العرب الأولى .