15 فبراير 2019
القضاء على داعش أم تطوير داعش
قبل أيام أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيتم القضاء على داعش خلال أيام وان الولايات المتحدة على وشك أن تتسلم كل ما أيدي الدواعش ،وكأن داعش عصابة متخصصة في سرقة السيارات أو خطف الفتيات !
من السذاجة أن نصدق أن الولايات المتحدة ستستطيع القضاء نهائيا على داعش أو غير داعش من التنظيمات الإرهابية التي تزداد انتشارا وشراسة في منطقتنا المنكوبة، فهذه التنظيمات تتمدد وتزداد قوة في ظل حالة الرخاوة والهشاشة التي أصابت الكثير من دول المنطقة .
الشيء الوحيد المقنع الذي يمكن أن نتوقعه هو تغيير اسم داعش الى اسم جديد أما التنظيم نفسه فسوف يبقى ما بقي العالم محكوما بنفس السياسات التي تحكمه الان !
داعش وأخواتها تنظيمات تديرها دول من أجهزة استخبارات وتقدم لها التمويل والمعلومات التي تسهل لها القيام بسفك الدماء وتخريب وتفكيك الدول .
والولايات المتحدة أعلنت مرارا انها ستقضي على الإرهاب وحدث العكس ،فقد جاءت إلى العراق في إطار حربها على الإرهاب فزداد الإرهاب وانتقل من العراق الى سوريا وعاش معززا مكرما وقامت الطائرات الأمريكية بحمايته في مواقف كثيرة ونقله من مكان إلى مكان حسب الضرورة وحسب التكتيك وتغير الأوضاع في ميادين القتال .
لا فرق بين القاعدة وبين داعش وغيرهما لأن المعين الذي يتغذى منها الإرهاب معين واحد والأسباب واحدة وراء ميلاد وانتشار جماعات الإرهاب ،وأهم هذه الأسباب هي السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط .
الاسم هو الذي يتغير مع كل حرب تشنها الولايات المتحدة في المنطقة ،ولن يكون اسم داعش هو آخر الأسماء في هذا المجال ،اذا ما استمرت الولايات المتحدة في سياساتها واذا ما استمرت الضغوط الأمريكية في فرض حل مذل للقضية الفلسطينية.
وخلاصة القول أن صفقة القرن التي تحاول إدارة ترامب أن تفرضها مستغلة حالة الوهن التي أصابت الأمة حتما ستؤدي إلى تفشي ارهاب جديد تحت اسم جديد .
أغلب الظن أن الرئيس ترامب يخاطب الناخب الأمريكي ويؤكد على كلامه بهذه الضربات الجوية التي يعلم الله وحده على من تسقط .