هل سمعتم عن آخر تجليات الشيخ وجدي غنيم وفتاواه العجيبة الغريبة؟ هل علمتم أن الرجل يدعو إلى قتل الإعلاميين ويبشر من يقتل إعلاميا بدخول الجنة؟
هذا الرجل الذي كان يظهر على شاشات التلفزيون البحريني منذ سنوات ويتحدث عن المحبة والرحمة والوئام ويستخدم الموعظة الحسنة، ثم تبين لنا بالدليل القاطع انه كان ممن أيدوا احتلال الكويت وأصدر الفتاوى التي تؤيد هذا الاحتلال وتنتقد آل الصباح بألفاظ منحطة، اليوم انتابته نوبة أخرى من نوبات اليأس والإحساس بالضياع وكراهية المجتمع، فأطلق فتوى جديدة تبشر من يقتل إعلاميا بدخول الجنة بغير حساب!
طبعا المقصود بذلك الإعلاميون المصريون الذين ينتقدون ممارسات جماعة الإخوان المسلمين ويؤيدون الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو ما يدعو للتساؤل إذا كانت هذه الفتوى تمتد لأي إعلامي آخر من غير المصريين يكون له نفس الموقف الذي من أجله يستحقون القتل، أم الفتوى تخص المصريين وحدهم؟
فهل هذا هو الإسلام؟ هل الإسلام يأمر بالقتل دون تثبت ودون أي دليل ويبيح لأي شخص قتل غيره من المسلمين أو حتى غير المسلمين دون أي دليل شرعي سوى فتوى من شخص موتور؟
هل يحق لنا بعد هذا البلاء الذي نعيش فيه أن نحتج على وسائل الإعلام والجهات التي تقوم بتشويه الإسلام في الغرب؟
إذا كان الإعلاميون منافقين كما قال الأخ غنيم، فهل كان الرسول يأمر بقتل المنافقين؟
لقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل رؤوس النفاق؛ حتى لا يتحدث الناس ان محمدًا يقتل أصحابه، فعندما استأذنه عمر رضي الله عنه في قتل رأس النفاق عبدالله بن أبي ابن سلولَ، وقال دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ، فَقَالَ الرسول دَعْهُ، حتى لا يقول الناس إن محمدا يقتل أصحابه.
ولكن الأخ غنيم الذي قال بالحرف الواحد آمرا الشباب المتطرف: من يستطيع أن يأتي برقبة أحد منهم فليفعل، وكأن غنيم يسير على نهج “ريه وسكينة” وليس على نهج الرسول عليه الصلاة والسلام!
هذه الفتاوى هي التي صنعت داعش وصنعت التطرف والخراب في هذه الأمة وهي التي تشوه الاسلام والمسلمين وتوفر للجهات التي تهاجم الاسلام مادة ثرية لطعنه من وقت لآخر.