القرضاوي مرة أخرى

القرضاوي مرة أخرى

“يا غريب كن أديب”، هكذا قال وزير الخارجية البحريني على صفحته في تويتر، موجها هذه العبارة للشيخ القرضاوي الذي نسي أنه هو نفسه قد أتى إلى الخليج العربي فارا من بلده وسعيا إلى رغد العيش وإلى الحماية في بلاد النفط والغاز.
الآن يتطاول على دولة خليجية ذات سيادة ويتسبب في خلق حساسيات، إن لم تكن أزمات بين دولتين شقيقتين، ويسيء إلى الدولة التي تؤويه قبل أن يسيء إلى غيرها، بحجة أنه يدافع عن الاسلام والحكم الاسلامي، ولا ندري بالضبط أي حكم إسلامي بالضبط هذا الذي يدافع عنه الشيخ الذي خصص علمه وتاريخه وماله لخدمة جماعة ضلت الطريق وأصبحت خادما أمينا للصهيونية العالمية وسعت وتسعى إلى تفكيك أكبر دولة عربية.
هل يستطيع الشيخ الكبير أن يفسر لنا موقف الإسلام من الذين ظلوا طوال عمرهم يسبون الصهاينة ويدعون إلى الجهاد لتحرير بيت المقدس ويسبون أنظمة الحكم المختلفة بحجة أن هذه الأنظمة تهادن إسرائيل وتفرط في المقدسات، وعندما وصلوا إلى الحكم داسوا بأقدامهم على كل المقدسات وأصبحوا خداما لكل ما تريده إسرائيل وقام رئيسهم بمخاطبة شيمون بيريز بعبارة “صديقي الحميم”؟
هل يستطيع الشيخ الذي زرع الفتنة بين دول الخليج أن يفسر لنا لغز استعانة الإخوان المسلمين – الذين يدافع عنهم – بأيمن الظواهري وجحافله من الارهابيين لذبح جنود مصر وممارسة الارهاب بأنواعه، رغم أن الظواهري قام في كتاب له بتكفير الإخوان المسلمين ابتداء من حسن البنا وحتى آخر شاب من أتباع التنظيم؟
لماذا لا يقول لنا القرضاوي في خطبة الجمعة سبب قيام جماعة أنصار بيت المقدس بقتل الناس في القاهرة وترك بيت المقدس الذي طالما تباكى عليه؟ هل بيت المقدس نقل من مكانه؟ أم أن جماعته هي التي ضلت وأضلت وأصبحت متحالفة مع الصهيونية العالمية؟
لماذا لا يفسر القرضاوي لأهل الخليج السر في تخلي الأحزاب السلفية المصرية عن جماعة الإخوان التي يعمل هو كأب روحي لها؟ أليست الأحزاب السلفية أيضا أحزابا إسلامية؟ أم أن الله قد أعطى تفويضا للإخوان المسلمين وحدهم ليقيموا شرعه على الأرض؟.
إننا، بعد الأزمة التي تسبب فيها الشيخ القرضاوي بين دولتين خليجيتين، نود أن نوجه له سؤالا جوهريا وهو: لو أن دولة قطر الشقيقة هي التي قدمت المساعدات لمصر وهي التي استقبلت الفريق أحمد شفيق ليعيش على أراضيها، هل كان سيجرؤ القرضاوي على توجيه النقد لها؟.