القدس

القدس

الإثنين

11 ديسمبر 2017

 

بثينه خليفه قاسم 

القدس

 

قرار الرئيس الامريكي ترامب بنقل السفارة الأمريكية في اسرائيل إلى القدس الشرقية هو أسوأ قرار اتخذه ترامب ضد العرب والمسلمين،ولو أن العالم كله لا قدر الله حذا حذو ترامب وتم الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ولو على المدى الطويل،فسوف يبقى اسم ترامب في الذاكرة وفي الأدبيات العربية كاسم بلفور وسوف ترتبط باسمه عبارة ” أعطى من لا يملك لمن لا يستحق”.

 

ولكن من نلوم على هذه الحالة التي وصلنا إليها في هذا التوقيت ؟اننا لا يجب أن نلوم سوى أنفسنا نحن العرب والمسلمين على حالة الضعف والهوان التي وصلنا إليها والتي أعطت ترامب فرصة ذهبية للقيام بهذا الفعل الشنيع الذي لم يحترم اي مقدسات ولم يحترم أي مواثيق دولية.لا شك أنه قرار متهور من هذا الرجل وهو يجلب على الولايات المتحدة كراهية ملايين المسلمين في أنحاء العالم ،ولكنه قرار اتخذ في الوقت المناسب بالنسبة لأمريكا وإسرائيل ،فالأمة العربية تمر حاليا بمرحلة ضعف وتفكك لم يسبق لها مثيل،فنصف الدول العربية تم إدخالها في حالة من الفوضى الداخلية والبعض تم تفكيكه تماما والبعض الآخر يجاهد من أجل التغلب على الإرهاب وعلى خطط التفكيك والخراب التي تدار ضده.

 

ظروف مواتية ورجل متهور لا يفكر في العواقب  ولا يحترم مقدسات لابد أن تؤدي الى هذه النتيجة .والعالم بطبيعة الحال سينتظر رد فعل العرب تجاه ما جرى ،فان وجد ردا قويا فسوف يظل ملتزما بعدم السير خلف ترامب ،ولكن إذا تبين له أن العرب سيتوقفون عند الصراخ والخطب والشجب والندب،فسوف ينفك هذا الموقف تدريجيا .

 

البعض يطالب بضرورة اتخاذ موقف عربي موحد تجاه القرار الأمريكي والعمل على مقاطعة الولايات المتحدة اقتصاديا والتخلي عن اتفاقيات التجارة وعن أي تعاون اقتصادي مع امريكا ،ولكن هل يمكن في ظل الظروف الحالية أن يتفق العرب على شيء؟واذا ما تحققت المعجزة واتفقوا ،هل يمكنهم بالفعل القيام بأي فعل مؤثر تجاه قرارات ترامب المجنونة؟